قام الرئيس الأمريكي باحاطة نفسه بنخبة من أثرياء أمريكا، مُسلّماً زمام السياسة إلى أصحاب المحفظات المكتنزة مالاً وعقاراً وأصولاً وممتلكات في ميادين مختلفة. هذه هي الخلاصة التي وصلت إليها الصحف والمواقع الإخبارية الأمريكية بعد كشف البيت الأبيض، عن أرصدة وأصول فريق دونالد ترامب من أعضاء ديوان ووزراء والبالغ عددهم حوالي 200 شخصاً. " أصول 27 مستشاراً فقط من ال200 تصل قيمتها إلى 2,3 مليار دولار (حين التحاقهم بإدارة الرئيس)"، تقول صحيفة "واشنطن بوسط" معلقة على بيانات الذمة المالية لأعضاء الرئيس التي أفرج عنها البيت الأبيض الجمعة الماضية، والتي كشفت أيضا أن "زوج ابنة ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، يملك ثروة أسرية تقدر ب740 مليون دولار". وقد حملت التصريحات بالأصول والممتلكات، أو إقرارات الذمة المالية، معلومات مفصلة عن آخر الوظائف التي شغلها مستشارو الرئيس، ومصادر دخلهم، وعقود تشغيلهم السابقة، ومداخيل أزواجهم، والتزاماتهم المالية، في لحظة دخولهم البيت الأبيض. ولم يذهب البيت الأبيض إلى تعميم اللائحة بكافة البيانات المالية، لرجال البيت الأبيض المعنيين بإعلان ذمتهم المالية، جاعلا الحصول على البيانات رهينا بطلبات الصحافة. هذا الأمر، جعل الصحف، حسب مجلة نيوزيك، مطالبة بتخمين مَن مِن ساكنة البيت الأبيض مشمول بتقديم بياناته المالية ومن منها غير معني بذلك. الصحيفة تشير إلى وجود جهد مشترك ل"نيويورك تايمز" و"برو ريبابليكا" و"أسوشييتد بريس" مكّن من تبسيط العملية وتقديم البيانات المالية لعموم المواطنين. وفي ما يلي عرض لأبرز الأسماء المثيرة للاهتمام في لائحة أثرياء البيت الأبيض: ستيف بانون، الرئيس السابق لمجموعة "بريتبارت" الإعلامية والمستشار الاستراتيجي لترامب، حقق مداخيل تقدر بما لا يقل عن 1,3 مليار دولار سنة 2016، وقدّر قيمة شركة استشارات تابعة له، "بانون استراتيجيك أدفايسورز"، بما بين 5 إلى 25 مليون دولار. كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب، على التوالي ، مستشار ترامب وابنته، يملكان ثروة تصل إلى 741 مليون دولار، قادمة أساسا من شركات كوشنر العقارية. غاري كوهن، مدير المجلس الاقتصادي القومي والمستشار الاقتصادي لترامب، والرئيس السابق لغولدمان ساكس، يملك أصولا تزيد قيمتها عن 230 مليون دولار. كشف كوهن ما لا يقل عن 48 مليون دولار من المداخيل التي حصل عليها برسم سنة 2016، وقد تصل إلى 77 مليون دولار. كوهن يملك أصولا لا تقل قيمتها عن 255 مليون دولار، وقد تصل إلى 611 مليون دولار. كيليان كونواي، التي كانت تشتغل في مجال استطلاعات الرأي وتعد مستشارة استراتيجية بالحزب الجمهوري، حققت أزيد من 800 ألف دولار من المداخيل العام الماضي في مؤسستها الاستطلاعية "ومين تريند". رئيس ديوان ترامب، رينتس بريبوس تلقى 225 ألف دولار كأجر من اللجنة الوطنية الجمهورية برسم 2016، كما تلقى 175 ألف دولار من العلاوات توصل بها بين 2016 و2017، كما تلقى ما يزيد عن 33 ألف دولار كمستحقات حين غادر اللجنة الوطنية الجمهورية. و أكدت إدارة ترامب أن الشعب الأمريكي يجب أن يكون "ممتنا لكون عدد مهم من الأثرياء والأشخاص الناجحين قرروا التخلي عن وظائفهم الثمينة من أجل العمل في الحكومة"، فيما ظلت الصحف الأمريكية، التي نشرت رسوما بيانية وجداول مفصلة لبقية الطبقة الحاكمة مع ترامب مقدرة حجم ثرائهم بناء على تصريحاتهم المالية، (ظلت) مشككة في إمكان وجود تضارب للمصالح خاصة بالنسبة لوضعية ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب.