تتواصل معاناة سكان دائرة "القباب" والجماعات المجاورة لها، مع الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى الميداني المتنقل، الذي أقيم بتعليمات ملكية استجابة لمطالب ساكنة الأطلس المتوسط، إذ لم يعد المرفق الصحي، حسب مصادر محلية، يقدم خدماته العلاجية كما كان عليه الأمر في البداية، بعد انتشار خبر زيارة مفاجئة لملك البلاد. وصرح مصدر، بأن المرضى القادمين من جماعات كروشن وأيت إسحاق وخنيفرة وسيدي يحيى.. يصطدمون بالعبارة التالية "لا يوجد الطبيب المتخصص"، كما لا يجدون، في كثير من الأحيان، حتى من يرشدهم للاستفادة من الخدمات الطبية، علماً أن المستشفى المتنقل، يؤكد متحدث للموقع، لا يزال يحتفظ بأطقمه وتجهيزاته اللازمة. وأكدت مصادر أخرى عن تذمر سكان المنطقة من الخدمات الطبية للمستشفى المتنقل، ويشتكون من غياب شروط الولوج "لعادل"، قبل أن يتحول المستشفى الميداني إلى "جسد بلا روح" بسبب غياب الأطقم الطبية المتخصصة. وفي نفس المنحى صرح مصدر نقابي في "القباب"، على أن بحالة الاستنفار التي شهدها المستشفى المتنقل، قبل أسابيع، بعد شيوع خبر زيارة مفاجئة سيقوم بها الملك محمد السادس لبلدة القباب، للوقوف على السير العادي للخدمات الطبية بالمستشفى الميداني، حيث جندت الأطر الطبية وشبه الطبية كل مجهوداتها لاستقبال المرضى، وتقديم العلاجات الضرورية لهم، قبل أن تعودة إلى حالة الخمول التي كانت عليها في السابق، ويتدهور الوضع الصحي من جديد. ومن طرفه يوضح مصدر طبي مسؤول في تصريح له، إن الأطقم الطبية العاملة بالمستشفى المتنقل، تمكنت من إجراء ما يزيد عن 1800 عملية جراحية، وذلك في تخصصات طبية مختلفة. وفسر المصدر ذاته، أن الطاقم الطبي، الذي ينتمي إلى مندوبيات الصحة داخل وخارج إقليمخنيفرة، خصوصاً من مكناس وبني ملال وأزرو، عبأ كل إمكانياته لاستقبال المئات من المرضى، الذين ينحدرون من مدينة خنيفرة، والجماعات القروية التابعة لها، وفحص، المئات من المرضى، فيما أجرى أزيد من 1800 عملية جراحية، استفاد منها أطفال، وشيوخ، ونساء. وجدير بالذكر أن المستشفى أقيم بتعليمات ملكية استجابة للمعاناة التي يتكبدها المواطنون بمنطقة الأطلس المتوسط، وخاصة سكان القرى الجبلية، الذين يعانون كثيرا خلال فصل الشتاء، حيث يسجل عجز كبير في الخدمات الصحية بسبب الانقطاع المتكرر للطرق والمسالك، كما تشكل الظروف المناخية القاسية عائقا أمام تنقل الأطر الطبية وشبه الطبية للعمل بالمراكز الصحية النائية.