كشف مرصد "الإسلاموفوبيا" التابع لمنظمة "التعاون الإسلامي" أن الربع الأخير من العام الماضي شهد أعلى درجات الكراهية ضد الإسلام في الغرب، معتبرا تولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية "مؤشرا سلبيا" على مستقبل المسلمين في الولاياتالمتحدة. وفي تقرير صادر عنه، قال المرصد إن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" (الترهيب من الإسلام) "بلغت مرحلة مستعصية خلال السنوات الأخيرة بلغت ذروتها في الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2016 في ظل غياب أي مؤشر لإمكانية التقليل من الظاهرة"، مضيفا أن "استهداف الإسلام والاعتداءات على أماكن العبادة والجاليات والتضييق والتحرش بالمحجبات، بات من سمات حملة الكراهية ضد الإسلام". ولفت التقرير إلى أن المساجد والمراكز الإسلامية أضحت أهدافا متكررة لأتباع اليمين المتطرف في الولاياتالمتحدة وكندا وألمانيا والسويد وبريطانيا وهولندا، مشيرا إلى أنه سجل ارتفاعا ملحوظا واكب الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الجديد، الذي تم تنصيبه في ال20 من الشهر الماضي. وأوضح التقرير أن "مسألة وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأمريكية تعتبر مؤشرا سلبيا على مستقبل المسلمين في الولاياتالمتحدة، خاصة بعد أن اتخذ الأخير مواقف عدائية معلنة ضد المسلمين من خلال تصريحاته وبرامجه التي سارع إلى تطبيقها منذ اليوم الأول لحكمه". واعتبر التقرير أن "المضي في إجراءات منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة وبخاصة من الدول التي تشهد حروبا أهلية مثل سوريا، من شأنه أن ينتهج حملة تمييز ضد فئة بعينها، خاصة مع تواصل العمل على تنفيذ برامج مكتب التحقيقات الفيدرالي في رصد المساجد وتعيين أشخاص معروفين بكراهيتهم للإسلام في مناصب رفيعة في الدولة". وفي 27 من الشهر الماضي، أصدر ترامب مرسوماً تنفيذياً يقضي بتعليق السماح للاجئين بدخول الولاياتالمتحدة لمدة 120 يوماً، وحظر دخول البلاد لمدة 90 يومًا على مواطني 7 دول إسلامية هي سوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن. وشدد التقرير على أن "هذه الإجراءات سوف تشرعن التمييز ضد المسلمين فضلا عن تحفيزها للكراهية والعنف ضد الجاليات المسلمة في الولاياتالمتحدة". وذكر مرصد "التعاون الإسلامي" أنه "في حال كان الرئيس الأمريكي رمزا للإسلاموفوبيا فإنه من الطبيعي أن يتعرض المسلمون للاعتداء وأن تضرم النيران في المساجد ويتعرض أي شخص يظهر بأنه مسلم للهجوم في هذا البلد". يشار إلى أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" (والتي تعني الخوف من الإسلام) بدأت في الظهور بقوة بعد هجمات 11 سبتمبر2001 ، غير أنها زادت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة مع ارتفاع العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة التي تأخذ من الإسلام ستاراً لها.