قال أشرف الشح، عضو لجنة الحوار الليبي، إن اللقاءات التي عقدها أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مع بعض وزراء حكومة الإنقاذ في طرابلس، على مدار أمس الأربعاء واليوم الخميس، ساهمت في تهدئة الأوضاع، خاصة أن هؤلاء الوزراء أصبحوا مقتنعين بأن الوقت لم يعد يسمح باستمرار الأزمة. وأوضح الشح، في تصريحات للأناضول عبر الهاتف من ليبيا، أن اللقاءات الثنائية التي عقدها أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مع العديد من المعارضين من وزراء حكومة الإنقاذ ساهمت في تهدئة الأوضاع بطرابلس، مشيرا أنه خلال اليومين المقبلين، سيتم اتخاذ إجراءات ستحدد مستقبل ليبيا وتعيد الأمور إلى نصابها، دون مزيد من التفاصيل عن تلك الإجراءات.
وتابع قائلا: "الأجواء العادية عادت إلى طرابلس بعد التوتر الذي ساد يوم أمس، بعد وصول عدد من أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية إلى طرابلس".
واعتبر الشح، أنه "تمت السيطرة على الأمور من طرف قوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق، وعادت الأجواء العادية، خصوصا بالنسبة لحركة العمل".
وكشف أن "حكومة الوفاق تواصل الحوار مع العديد من الأطراف من أجل تهدئة الأمور بعدما صدرت عن حكومة الإنقاذ بعض ردود الأفعال، إلا أن المفاوضات أفضت في الأخير إلى سحب قوات هذه الأخيرة".
ولم يحدد الشح، أسماء الذين حضروا اللقاءات من الطرفين.
وأثار وصول بعض أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق إلى طرابلس، أمس الأربعاء، توترا أمنيا، وصل إلى حد اقتحام مسلحين، الليلة الماضية مقر قناة "النبأ" الفضائية، المحسوبة على حكومة طرابلس، في العاصمة الليبية، وطردوا العاملين فيها بعد إيقاف البث وإجبارهم على كتابة خبر عاجل بسيطرتهم على القناة.
وقال صحفي يعمل في القناة ل "الأناضول" إن "مسلحين من كتائب تدعى "الردع والنواصي"، اقتحمت مبنى القناة بعدما أجبرتهم على كتابة خبر عاجل ظهر على الشاشة".
وأوضح الصحفي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، "جمعنا قائدهم في غرفة الأخبار وهددونا إذا عدنا مجددًا للقناة بأنهم سيقومون بقتلنا"، متابعًا: "غادرنا المبنى والحمد لله".
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من بث القناة بيانًا متلفزًا لرئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل، دعا فيه رئيس حكومة الوفاق المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج، إلى مغادرة المدينة بعدما دخلها فجأة عن طريق البحر.
كما بثت القناة تصريحات لأعضاء برلمانيين في طرابلس استنكروا فيها دخول حكومة السراج، إلى المدينة من دون موافقة سلطاتها.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، وصل عدد من أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية إلى طرابلس، وهي الحكومة التي يعارضها المؤتمر الوطني العام، في العاصمة، حتى أن المطارات غرب ليبيا، أوقفت الأحد الماضي استقبال وتسيير الرحلات الجوية، بحسب بيان المجلس الرئاسي الذي وصفها ب"المتعمدة" من قبل حكومة الإنقاذ، لمنع وصول طائرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، القادمة من تونس إلى طرابلس، وهو الأمر الذي نفته حكومة الغويل لاحقا.
ووقعت وفود عن المؤتمر الوطني العام بطرابلس، ومجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي ليبيا، والنواب المقاطعين لجلسات الأخير، إضافة إلى وفد عن المستقلين، وبحضور سفراء ومبعوثين دول عربية وأجنبية، في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، على اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة فائز السراج، في غضون شهر من بدء التوقيع، لتقود البلاد خلال الفترة الحالية وتعالج الأزمات الراهنة.
وفي 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، رفض مجلس النواب الليبي التشكيلة الحكومية التي تقدم بها فائز السراج، والمكونة من 32 وزيرًا، مطالبًا الأخير بتقديم تشكيلة أخرى لحكومة مصغرة خلال عشرة أيام.
وقدم السراج بالفعل تشكيلة جديدة لا زالت تنتظر منحها الثقة، بالتزامن مع فشل مجلس النواب في عقد جلسة مكتملة، بسبب خلافات بين النواب، حيث يعارض البعض منح الثقة لحكومة السراج، فيما يوافق البعض الآخر على ذلك.
وقبل الإعلان عن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، كان الصراع على السلطة في ليبيا بين حكومتين، الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس.