لا يعرف المغاربة عن وثائق المطالبة بالاستقلال، سوى تلك التي قدمها رواد الحركة الوطنية وحزب الاستقلال في 11 يناير 1944، بمدينة فاس، لكن وثائق الأرشيف الإسباني التي أفرج عنها مؤخرا أثبتت أن المطالبة بالاستقلال بدأت منذ السنوات الأولى لدخول الاحتلال إلى المغرب. وكشف علي الريسوني، مؤرخ جهة طنجةتطوانالحسيمة، في كتاب جديد عن أول وثيقة للمطالبة باستقلال المغرب من الاستعمارين الفرنسي والإسباني، تقدّم بها زعيم المقاومة الجبلية الشريف مولاي أحمد الريسوني، سنة 1919، إلى الرئيس الأمريكي حينها ويسلون. وقال الريسوني في حوار مع "أندلس بريس" (سننشره كاملا يوم الخميس)، إن الوثيقة التي حصل عليها من خلال أستاذ جامعي إسباني، تُثبت أن أول وثيقة للمطالبة باستقلال المغرب تعود إلى سنة 1919، وكانت من بين آلاف الوثائق المغربية المهربة إلى إسبانيا وفرنسا. وأوضح المؤرخ، وهو حفيد زعيم المقاومة الجبلية مولاي أحمد الريسوني، أن هذا الأخير وجّه خطابا صارما إلى الرئيس الأمريكي ويلسون عبر سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية، في مدريد، حيث كان ينوب عن المقاومة الجبلية التي أطلق شرارتها وترأس عملياتها صحبة المجاهدين في شمال غرب المغرب. ويتضح من خلال الوثقة التي حصلت "أندلس بريس"على نسخة منها، أن الزعيم أحمد الريسوني طالب الرئيس الأمريكي ويلسون بالتدخل لمساعدة المغرب على التحررمن القوتين الاستعماريتين، فرنسا وإسبانيا، داعيا إياه إلى عدم الإنصات إلى ما يقوله المُحتلون عن رضوخ المغاربة وقبولهم وطاعتهم للمستعمر. كما ناشده أن يرفع تلك الرسالة إلى مؤتمر الحق والعدالة العالمي في ذلك الحين، من أجل إبراز ما يتعرض له المغاربة من ظلم واحتلال ونهب للأراضي وقتل للبشر. وأوضح زعيم المقاومة في رسالته للرئيس الأمريكي انخراط المغاربة في المقامة المسلحة ضد المستعمر قائلا "دليل واضح عما قلنا هو قيام كل قادر عليهم ومقاومتهم بالسلاح، فقد أهمل الناس مصالحهم للقتال من أجل حريتهم وبيوتهم، حتى أن نصف المغرب قام عليهم. إن الغزاة يخفونه مختلقين كل أنواع الأكاذيب كما هو دأبهم. وإن لم يكن الأمر كذلك فلِمَ يرسلون الجند والعتاد ووسائل النقل الحربية والطائرات؟".