أكد الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، السيد ناصر بوريطة، امس الأربعاء بالرباط، أن المغرب يأمل في إقامة شراكة أكثر براغماتية وأكثر انفتاحا ترتكز على تقاسم التجارب والحوار والتبادل على الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية. وأبرز السيد بوريطة، في افتتاح ندوة لكبار المسؤولين عن شراكة دوفيل حول الاندماج الإقليمي، أن "شراكة دوفيل أساسية على هذا الصعيد"، مضيفا أن هذه الشراكة تضطلع ب "دور إضاءة الطريق والتحفيز على إرساء إطار عمل ناجع، حيث لا يتعلق الأمر بتقييم تحديات البعض والتزامات البعض الآخر وإنما بالاتفاق على تحدياتنا والتزاماتنا المشتركة". وذكر بأن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشهد دينامية ديمقراطية تقوم على خيار مجتمع ليبرالي تبناه المغرب على الدوام، بالإضافة إلى تشبث البلد بالقيم الديمقراطية الكونية وإسلام الاعتدال والتسامح. وأبرز بوريطة أنه بالموازاة مع ذلك، اعتمد المغرب استراتيجية الانفتاح تجاه جواره العربي-المتوسطي، الإفريقي والأوروبي، مسجلا أن الوضع المتقدم، الذي يتمتع به المغرب لدى الاتحاد الأوروبي يمكنه من التفاوض بشأن اتفاق للتبادل الحر شمولي ومعمق ، يهدف إلى إنجاح اندماج أمثل للاقتصاد المغربي في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي. واعتبر أنه من الضروري أن تظل شراكة دوفيل أكثر وفاء لتوجهها الأصلي والعقيدة المؤسسة لها ، باعتبارها مبادرة مهيكلة تتوفر على آليات خلاقة وتتماشى بشكل مثالي مع المبادرات الثنائية والإقليمية الأخرى المتخذة لفائدة البلدان المستفيدة. وأكد السيد بوريطة أن "الهدف من ذلك يتمثل في تقديم دعم ملائم ومواكبة للبلدان المستفيدة التي تعيش مرحلة انتقال مؤسساتي واقتصادي، كل حسب ديناميته الوطنية والتزاماته الدولية ". وسجل أن دعوة المغرب من أجل تحقيق اندماج إقليمي تنبع من كون منطقة شمال إفريقيا، وخاصة فضاء اتحاد المغرب العربي يبرز اليوم كمنطقة أقل اندماجا في العالم ، مضيفا أن وضع الجمود المخيم منذ 20 سنة، كانت له تداعيات وخيمة على اتفاقية أكادير. وأضاف أن الحدود البرية المغلقة تولد تكاليف لوجيستيكية ليس بإمكان التجارة بين المغرب وتونس تحملها في الوقت الذي يعيق فيه الفراغ الأمني بليبيا تطوير المبادلات التجارية بين تونس ومصر. وقال الكاتب العام للوزارة انه يتعين أن تنطلق "شراكة دوفيل من حالة التشردم المؤسفة، من أجل مساعدة بلدان المنطقة على إيجاد أجوبة ملائمة وتجاوز الخلافات المصطنعة والمنطق غير الواقعي للحمائية والانعزالية". من جانبه، قال رئيس الوفد الألماني ديتر هالر، الذي تتولى بلاده رئاسة مجموعة السبع لسنة 2015 ، ان بلاده وضعت برنامجا يتوخى تحسين وتوسيع نطاق الحوار من أجل رفع التحديات المطروحة، مسجلا أن الاندماج الإقليمي حاجة ملحة من أجل تحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي المنشود. وأضاف أن ضعف الاندماج على مستوى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (مينا) أدى إلى ارتفاع الهجرة نحو أوروبا ، مبرزا الأهمية التي يكتسيها دور القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية المباشرة في تعزيز الاندماج الإقليمي. وعلى مستوى منطقة (مينا)، لاحظ أن بعض الصناعات تتنافس بدلا من العمل على إحراز التقدم نحو التكامل. ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر العديد من القضايا، من بينها دور القطاع الخاص والمجتمع المدني في الاندماج الإقليمي، والتعاون القطاعي وآفاق الاندماج الإقليمي لشركاء دوفيل. يذكر أن شراكة دوفيل تعتبر مبادرة متعددة الأطراف تم إطلاقها خلال قمة مجموعة الثمانية بدوفيل في شهر ماي2011 من أجل خلق سلسلة من المبادرات الرامية إلى تعزيز ممارسات الحكامة الجيدة داخل البلدان التي تمر بمراحل انتقالية