أكد شهود عيان نجوا من التدافع الشديد الذي شهده مشعر منى والذي قتل فيه أزيد من 700 حاج أمس الخميس أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة. وذكر موقع "سبق" السعودي أن مسؤول إحدى الحملات قال إن "الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع". يذكر أن جماعة الحوثي الشيعية اليمنية الموالية لإيران كانت قد هددت في شهر غشت الماضي بالقيام "بأمور في الحج" هذا العام. وقد جاء التهديد الأبرز على لسان محمد المقالح، المحسوب على جماعة الحوثي، حيث كتب المقالح في السابع من شهر أغسطس الماضي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أنه "في موسم الحج سيكون هناك أمور لم يشهد لها التاريخ مثيلاً... دقوا يا رجال الله قبل الموسم ليتتوج نصركم يوم الوقوف على جبل عرفة". وفي تصرف متوقع وكان منتظرًا حمل مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الحكومة السعودية مسؤولية الحادث وأعلن عبد اللهيان أن الخارجية الإيرانية ستستدعي المسؤول في السفارة السعودية بطهران، لإبلاغه احتجاج إيران وتقديم التوضيحات اللازمة عن أسباب الحادث، بعدما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني، سعيد أوحدي عن وفاة 41 حاجًا إيرانيًا وإصابة 60 آخرين بجروح من جراء الحادث. وغالبًا يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية عبر حملات ترويج لما يسمونها الثورة الإيرانية الإسلامية بين الحجاج ومراسم البراءة من المشركين، فضلاً عن محاولات إيرانية دائمة لتحويل مناسبة الحج إلى ساحة سياسية تتحدى فيها خصومها مستغلة بعض حجاجها للصدام مع الحجاج الآخرين وقوات الأمن. تاريخ إيران الأسود في الحج وملف إيران بمواسم الحج يعد بلا مبالغة ملفًا أسود فمراسم "البراءة من المشركين" هو عند -قائد الثورة الإيرانية، الخميني واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي من دونه "لا يكون الحج صحيحًا"وتسببت إحدى هذه التظاهرات، خلال موسم حج العام 1987، في صدامات دامية، وقاطعت إيران بعد ذلك مواسم الحج في الفترة ما بين 1990 و1998، قبل أن تعود وفودها إلى أداء هذه الشعيرة. ونفذ حجاج إيرانيون أعمال شغب وتظاهرات سياسية، ففي سنة 1987 رفع متظاهرون إيرانيون صور المرشد الإيراني في ذلك الحين، روح الله الخميني، فضلاً عن شعارات الثورة الإيرانية، وأخرى منددة بأمريكا وإسرائيل. وقاموا أيضًا بقطع الطرق وعرقلة السير، وحاول المتظاهرون اقتحام المسجد الحرام ما أدى إلى صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وقد كانت "حادثة نفق المعيصم" هي الأشد خطورة والمتورطة فيها إيران خلال موسم الحج. حيث قام حجاج كويتيون منتمون لما يعرف باسم ب"حزب الله الحجاز"، وبالتنسيق مع جهات إيرانية، باستخدام غازات سامة لقتل آلاف الحجاج في نفق المعيصم سنة 1989.