يبدو أن الاستياء الذي أبلغته الحكومة الإسبانية للرباط قبل يومين بخصوص ترحيل السلطات المغربية لأجانب مسيحيين بتهمة ممارسة التبشير، لم يكن كافيا في سوق المزايدة السياسية الإسبانية والأوروبية، وهكذا قام أمس ثلاثة من أعضاء البرلمان الأوروبي من بينهم النائب عن كطالونيا رامون ترموسا، بتوجيه رسالة إلى رئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس رودريغث ثاباطيرو تطالبه باتخاذ الاجراءات الضرورية لوقف ترحيل المسيحيين من المغرب. وأشارت رسالة النواب إلى "ارتفاع وتيرة طرد المسيحيين" في الآونة الأخيرة وطالبت إسبانيا باتخاذ موقف أكثر حزما إزاء المغرب بوصفها رئيسة الاتحاد الأوربي في الدورة الحالية. وطالب النواب الأوروبيون الرئيس ثاباطيرو بأن يستخذم أدوات القانون الدولي ضد المغرب ودون أن يكترث لإمكان حدوث ازمة دبلوماسية. وقالت الرسالة بأن مايجري في المغرب من "تضييق وطرد للمسيحيين واقتحام معابدهم من طرف السلطات المغربية يتطلب موقفا حازما"، وطالب بإنهاء "وضعية الخوف التي يعيشها المسيحيون في المغرب". ويوقع الرسالة إضافة إلى رامون ترموسا، نائب أوروبي إيطالي، ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي. يذكر أن الحكومة الإسبانية كانت أبدت استياءها من حملة طرد المسيحيين المتهمين بالتبشير في المغرب، وأعربت عن امتعاضها وطنيا وأوروبيا من التصرف المغربي. وقال وزير الخارجية والتعاون الإسباني ميغال أنخل موراتينوس بأن الحكومة الإسبانية أعربت عن "قلقها للسلطات السياسية المغربية" أمام حملات طرد"عدد من المواطنين الأوروبيين الذين يعتنقون معتقدات مسيحية". وقام الوزير بتصريحاته هذه بعد سؤال وجه إليه اثر مداخلة له في ندوة نظمها منتدى "أب ث". ورفض موراتينوس الأعذار المغربية التي تبررالحملة " بالتبشير المسيحي المبالغ فيه". وقال بأن إسبانيا والاتحاد الأوروبي لا يقبلان بهذه التفسيرات، وأن الحكومة الإسبانية "ستستمر في نقاش الموضوع مع المغرب ومطالبته باحترام الحرية الدينية، وأي تصرف لأي عقيدة وخاصة المسيحية والمذهب الكاثوليكي". وأضاف الوزير بأنه قد تم إبلاغ السلطات المغربية قلق الحكومة الاسبانية لطرد أزيد من 100 مسيحي، بشكل مباشر وتم إبلاغها رغبة الحكومة الاسبانية "في تجنب حدوث مثل هذه المواقف" في المستقبل.