حسين المجدوبي ‘القدس العربي': أبرز وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس أن بلاده قد أبلغت المغرب رفضها لسياسة طرد المبشرين، ويأتي الاختلاف حول موضوع المبشرين لينضاف إلى لائحة المشاكل التي تعاني منها العلاقات المغربية-الإسبانية . وكان منتظرا من رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الثلاثاء في مجلس الشيوخ معالجة قرار طرد المغرب للمبشرين بعدما تقدم الحزب الشعبي المحافظ والمتزعم للمعارضة بسؤال في الموضوع وربط بين وبين ترويجه لتحالف الحضارات مع دول لا تحترم الديانات مركزا على حالة المغرب. لكن سبتيرو لم يتمكن من الإجابة بسبب الجدل الذي نتج عن معالجة الأزمة الاقتصادية، حيث شهد المجلس نقاشا ساخنا لم يسبق تسجيله خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعدما طلبت المعارضة من سبتيرو تقديم استقالته بسبب سوء تسيير الأزمة. وفي الوقت نفسه، فسبتيرو لا يرغب في التعليق على مطالب المغرب لتفادي أزمة بين مدريد والرباط. وتولى وزير الخارجية موراتينوس الرد على المغرب في منتدى الحوار الذي نظمته جريدة ‘آ بي سي' مساء الثلاثاء، حيث قال: ‘منطقيا، لقد أبلغنا السلطات السياسية المغربية قلقنا باسم الحكومة الإسبانية وباسم الاتحاد الأوروبي الذي نترأسه بشأن طرد عدد من المواطنين الأوروبيين المنتمين لمعتقدات مسيحية'. وتطرق للتوضيحات التي تقدمت بها الحكومة المغربية حول مبالغة المبشرين بالتبشير بالمسيحية في المغرب مستغلين الفقر وتبرير الطرد بتفادي مواجهة بين الأديان، وعلق قائلا ‘الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي يرفضان هذه التوضيحات'. وتابع قائلا ‘الحكومة الإسبانية ستستمر في مناقشة هذا الملف وستطالب باحترام الحرية الدينية مهما كان المعتقد وخاصة المسيحية'. ويرى موراتينوس أن طريقة الإعراب عن القلق يرمي إلى تنبيه المغرب لعدم تكرار مثل عمليات الطرد هذه. ويقوم المغرب بين الحين والآخر بطرد مبشرين أغلبهم من الكنيسة الأنغليكانية بتهمة محاولة تغيير معتقدات المغاربة. وبرر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق في تصريحات لوكالة رويترز السبت الماضي القرار بحماية عقيدة المسلمين وتفادي وقوع مواجهة بين الأديان. وطرد المغرب أكثر من مئة مبشر خلال السنة الجارية. وتأتي عملية طرد المبشرين المسيحيين من المغرب والجدل السياسي المترتب عنها بين مدريد والرباط لتنضاف إلى لائحة المشاكل التي توتر العلاقات الثنائية المغربية-الإسبانية بين الحين والآخر. ورغم أن المواجهة الدينية بين البلدين كانت قوية في القرون الماضية بل وساهمت في تشكيل هويتهما المتطاحنة وتسببت في حروب كثيرة، إلا أن العامل الديني غاب منذ أواسط القرن العشرين، والآن بدأ يعود بسبب عمليات التبشير والضغوطات التي تمارس تنظيمات دينية مسيحية في الغرب ومن ضمنها اسبانيا لكي يقبل المغرب بالتبشير وبناء الكنائس. وترفض حكومة مدريد إعطاء أهمية للعامل الديني وتكتفي فقط بالدفاع على الحرية الدينية دون ربطها بالكنائس. وكانت النائبة الأولى لرئيس الحكومة تريسا دي ليفيغا قد قللت خلال الشهر الماضي من الموضوع واعتبرت عدم ربط بناء الكنائس في المغرب بالمساجد في اسبانيا، حيث قالت ‘ليست هناك حاجة لكنائس في المغرب بسبب قلة المسيحيين'.