يقوم المغرب بين الحين والآخر بطرد مبشرين أغلبهم من الكنيسة الأنغليكانية بتهمة محاولة تغيير معتقدات المغاربة. وبرر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق في تصريحات لوكالة رويترز السبت الماضي القرار بحماية عقيدة المسلمين وتفادي وقوع مواجهة بين الأديان. وطرد المغرب أكثر من مئة مبشر خلال السنة الجارية. ويخلف قرار طرد المبشرين احتجاجات في الأوساط الأوروبية، وكانت البداية مع حكومة هولندا التي انتقدت هذه السياسية، واليوم الثلاثاء يصل الاحتجاج إلى مجلس الشيوخ الإسباني، إذ سيطرح الحزب الشعبي عبر نائبه أليخاندرو مونيوث ألونسو سؤالا موجها لرئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو حول موقفه من طرد المبشرين المسيحيين، وهل سيندد بسياسة الرباط في المنتدى المقبل لتحالف الحضارات الذي سيعقد. ويوجد من ضمن المبشرين مواطنون إسبانيون. وسيكون سبتيرو مجبرا على اتخاذ موقف في هذا الموضوع، وإن كانت الكثير من الآراء تعتقد أن موقفه لن يختلف عن التصريحات التي سبقت وأن أدلت بها نائبته الأولى تريسا دي ليغا الشهر الماضي عندما قللت من الموضوع واعتبرت عدم ربط بناء الكنائس في المغرب بالمساجد في اسبانيا، حيث قالت ‘ليست هناك حاجة لكنائس في المغرب بسبب قلة المسيحيين'. ومن خلال سؤال اليوم الثلاثاء، يحاول الحزب الشعبي المحافظ والذي يتزعم المعارضة إحراج سبتيرو خاصة وأن الأخير يتزعم مشروع ‘تحالف الحضارات' الذي تبنته منظمة الأممالمتحدة والذي ينادي باحترام جميع الأديان والثقافات. ويبرز الحزب الشعبي أن ‘سبتيرو يطرح مبادرات تنضم إليها بعض الدول مثل المغرب، وتقوم هذه الدول بخرق المبادئ التي تدعو إليها، مثل حالة طرد المبشرين والأسوأ هو صمت سبتيرو الذي يترأس الآن الاتحاد الأوروبي'. وسيحضر سبتيرو مؤتمرا دوليا ‘لتحالف الحضارات' الخميس المقبل في البرازيل. وكتبت جريدة ‘الباييس' في افتتاحية مؤخرا وبعنوان ‘مسيحيون مطرودون' أن ‘الولايات المتحدةوهولندا احتجتا على الرباط بسبب طرد المبشرين، ولكن اسبانيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي، ارتأت الصمت. لقد حان الوقت لكي ينبه أعضاء الاتحاد الأوروبي المغرب إلى أن المعاملة التفضيلية التي يتم تخصيصها له، تتطلب منه تقدما في حقوق الإنسان'. وفي الوقت ذاته، طالبت الجالية الإسلامية وخاصة المغربية في اسبانيا أن تطالب حكومة الرباط باحترام باقي المعتقدات كما تحترم الدول المضيفة معتقدات هؤلاء المهاجرين. وبدأت عمليات طرد المبشرين تسبب للمغرب أكثر من إزعاج، فقد تقدم سيناتور من الحزب الجمهوري، وهو فرانك وولف، برسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يطلب فيها ضرورة تجميد جميع المساعدات المالية المقدمة للمغرب ضمن ما يعرف بمساعدات الألفية وقيمتها تقارب 700 مليون دولار. وكشفت جريدة ‘أخبار اليوم' المغربية أمس أن هذا السيناتور برر طلبه بعدم احترام المغرب القانون في طرده لعدد من المبشرين الأمريكيين من الأراضي المغربية مؤخرا. القدس العربي