تتزايد احتمالات أن تجري تركيا انتخابات مبكرة فيما تؤجج ضرباتها الجوية ضد المقاتلين الأكراد في العراق وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا المشاعر القومية في الوقت الذي لم تحقق فيه محادثات تشكيل الائتلاف تقدما يذكر. ونفذت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي حملات قصف شبه متزامنة في العراقوسوريا قبل اسبوع لتفتح جبهتي صراع فيما يسعى حزب العدالة والتنمية للعثور على شريك أصغر لتشكيل ائتلاف حاكم بعد أن خسر أغلبيته البرلمانية في انتخابات يونيو حزيران. وقوبل التحرك العسكري ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق باستحسان من حزب الحركة القومية المعارض الذي يرفض عملية السلام مع المقاتلين الأكراد الأمر الذي أثار احتمال أن يؤيد حكومة أقلية لا تستمر لفترة طويلة بقيادة حزب العدالة والتنمية إذا كان هذا سيقود البلاد نحو انتخابات جديدة. ونقل عن الرئيس رجب طيب اردوغان الذي أسس حزب العدالة والتنمية قوله للصحفيين المرافقين له في جولته الاسيوية يوم الجمعة إنه يحذر مجددا من مخاطر تشكيل ائتلاف هش وعدد مزايا حكم الحزب الواحد. ونقلت عنه صحيفة حريت قوله "إذا شهدنا نتائج إيجابية من محادثات الائتلاف فليكن لكن إذا لم يحدث ذلك فسنتجه الى الإرادة الشعبية على الفور وسندع الشعب يقرر حتى ننقذ أنفسنا من الوضع الراهن." وقال "ما أعارضه هو وجود حكومة أقلية دائمة. تشكيل حكومة أقلية بشرط أن تقود البلاد نحو الانتخابات هو أمر ممكن تماما" مضيفا ان مثل هذه الحكومة يمكن أن تتشكل بدعم حزب معارض واحد على الأقل. وأمام الأحزاب التركية مهلة حتى 23 أغسطس آب للاتفاق على ائتلاف وإلا سيدعو إردوغان لإجراء انتخابات جديدة. ويرى منتقدون للرئيس أن الانتخابات الجديدة هي الاختيار الذي يميل له إردوغان لأنه يوفر فرصة لحزب العدالة والتنمية لاستعادة أغلبيته البرلمانية والحكم بمفرده. وإذا فاز الحزب بثلثي مقاعد البرلمان فقد يستطيع تغيير الدستور وتحقيق طموحات إردوغان في تحويل منصب الرئاسة إلى منصب تنفيذي قوي. ويجري حزب العدالة والتنمية محادثات مبدئية مع حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض ثاني أكبر حزب في البرلمان لكن من المقرر أن تنتهي هذه المحادثات يوم الاثنين ولم تظهر مؤشرات تذكر على حدوث تقدم ملموس.