يعاني اليمن نقصا حادا في واردات الأغذية والوقود في الوقت الذي قطعت فيه الحرب خطوط الإمداد الداخلية وعرقل فيه حصار شبه شامل يفرضه التحالف الذي تقوده السعودية الشحن إلى الدولة العربية الفقيرة. وتزايدت محنة المدنيين في اليمن بسبب القتال بين مختلف الفصائل المسلحة في البلاد والضربات الجوية التي يشنها التحالف حيث تقول الأممالمتحدة إن أكثر من 80 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 25 مليون نسمة يحتاجون نوعا من المساعدة الطارئة. وكان اليمن يستورد أكثر من 90 بالمئة من غذائه أغلبه عبر البحر قبل أن تتدخل السعودية في مارس اذار لمحاولة إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة ودحر المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد. وانسحب كثير من شركات الملاحة منذ ذلك الحين في حين تواجه الشركات الأخرى التي ما زالت راغبة في الشحن إلى البلد تأخيرات لا يمكن تقديرها وعمليات تفتيش إجبارية على يد سفن التحالف الحربية التي تهدف للحيلولة دون وصول أسلحة للحوثيين. وأظهر تقرير بشأن تقييم المساعدات الإنسانية أعدته البحرية الأمريكية وحصلت عليه رويترز أن 42 سفينة فقط وصلت إلى اليمن محملة ببضائع في يونيو حزيران مقارنة مع 100 سفينة في مارس اذار. ولم تتوفر بيانات أخرى. وقبل الأزمة كان عدد السفن التي تصل إلى ميناء عدن الرئيسي وحده في جنوب البلاد يتجاوز 1000 سفينة في المتوسط سنويا خلال الأعوام الماضية. وتم توزيع التقرير الذي جاء في 15 صفحة ويحمل شارة القيادة المركزية للبحرية الأمريكية وعلم السعودية بين جيوش التحالف ومنظمات الإغاثة التي ترسل مساعدات بموافقة التحالف الذي تقوده المملكة. وقال التقرير إن الواردات القادمة إلى مرافئ عدن تكاد تتوقف حيث انخفضت زيارات سفن الشحن وسفن الحاويات وناقلات الوقود أكثر من 75 بالمئة في الفترة من يناير كانون الثاني حتى يونيو حزيران مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.