قال حسن كاوز، باحث مغربي، إن "الشعبية" التي صنعها عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، لنفسه بَنى أساسها، على اللغة البسيطة التي يُخاطب بها المغاربة، سواء في المهرجانات الخطابية أو داخل البرلمان، مما جعل خطابه يصل إلى جميع شرائح المجتمع، فضلا عن كون خطابه يخلو من "لغة الخشب" التي دأب السياسيون المغاربة على التحدّث بها، حسب موقع تابع لحزب العدالة والتنمية غير أن هناك أسبابا أخرى، زادت من شعبية ابن كيران بالإضافة إلى بساطة الخطاب، ويتعلق الأمر بمنح ابن كيران صفة رئيس حكومة، وأول رئيس حكومة، بدل وزير أول، حسب دستور 2011، وما لهذه التسمية الجديدة من دلالة رمزية في اقتسام السلطة والحكم، تبدأ من لحظة تعيين الرئيس من الحزب الذي يتصدّر الانتخابات التشريعية، وتمرّ عبر مسؤوليات وصلاحيات ومهام اقتراح أعضاء الحكومة، وعرض التصريح الحكومي أمام المجلسين التشريعيين، وممارسة السلطة التنفيذية، وترؤس المجلس الحكومي وكذا مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للأمن بتفويض من الملك، والتعيين في المناصب العليا، واقتراح القوانين. ومن جهة أخرى يرى الباحث كاوز، أن استمرار حكومة ابن كيران في دعم برامج المساعدة الطبية (راميد)، والتكافل العائلي للمطلقات، ودعم قضايا التعليم والتمدرس، والشروع في الدعم المباشر للأرامل الحاضنات للأطفال، والدعم غير المباشر للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى، وتوسيع قاعدة وقيمة المنح الجامعية لأبناء المعوزين، وتعويض فاقدي الشغل لمدد محدودة...، جعل الفئات المستفيدة من هذه البرامج، رغم محدوديتها المادية، تنظر بعين الرضى لحكومة ابن كيران رغم زوبعة صندوق المقاصة والتقاعد، ولا تطلب سوى الاستزادة من هذا الدعم وهذه البرامج. ويرى الباحث أيضا، أنه مما زاد من شعبية عبد الاله ابن كيران، هو احترام تركيبة المجتمع المغربي التي تميل غالبيتها إلى المحافظة والتدين. واعتبر كاوز، أن "الإصلاح في ظل الاستقرار" هو مفتاح عبد الإله ابن كيران في كل المنتديات التي قادها أو شارك فيها وهو يتحدث عن تجربة الربيع العربي في نسختها المغربية، بل إن المنتظم الدولي والإقليمي، بمختلف مشاربه وتوجهاته، وهو يرى ما وقع ويقع في سوريا واليمن وليبيا ومصر وحتى في تونس في مرحلة من المراحل، يكاد يجمع على أن التجربة المغربية في التغيير والإصلاح الديمقراطي كانت تجربة موفّقة، ومشهود لها بالنموذجية والاستثناء، وخاصة مع دستور وانتخابات 2011، وقيادة حزب إسلامي معتدل للشأن العام. وخلص الباحث إلى أن ضعف خطاب ومرافعات المعارضة السياسية والنقابية، والشيخوخة البدنية والعقلية والفكرية لقادتها ونخبها، وعدم ثقة فئات عريضة من الشعب في نواياها وحساباتها، خاصة وأن منها من فقد مصداقيته بالتدبير السيء للشأن العام في فترة حكمه، كل هذا ساهم في تعزيز شعبية عبد الاله ابن كيران.