انا مطلقة عمري 25 سنة، أم لطفلين، واعمل نادلة في المقاهي بمبلغ 250 درهم في الاسبوع بمدينة المحمدية، وتركت طفليّ عند جدتهم بمدينة تازة، لكن هذا المبلغ لا يكفيني حتى لمعيشي اليوم من كراء ومصاريف الهاتف والتنقل، هذا دون الحديث عن معاناة العمل حيث الاستعباد وسوء المعاملة واحيانا عدم التزام صاحب المقهى بأداء المبلغ الزهيد كاملا ظلما وعدواناً.. والان أنا مسافرة إلى تطوان للبحث عن عمل قيل لي ان المقاهي هناك يشغلون البنات بأثمنة افضل من المدن الاخرى. تزوجتُ بالإكراه وعمري لا يتعدى15 سنة تحت ضغط والدتي بعدما توفي والدي رحمة الله عليه، ولم أكمل دراستي حتى في القسم الابتدائي.. ولأن الزواج كهذا لا ينجح فقد طُلقتُ بعدما تتالت المشاكل وزوجي لم يكن يتعامل معي سوى بالضرب والرفس والركل واللكم.. وحتى بالعض أحيانا. خرجت للعمل بعد طلاقي لان امي تعاني من عدة امراض، ولاني لا املك اي صنعة ولا دبلوم فقد اتجهت للعمل نادلة في المقاهي، وكما تعلم فهذا العمل يطلبون فيه البنات والنساء لسببين، الاول جسدها الذي يساهم في رفع عدد الزبائن خاصة الشباب، والثاني صبرها وقبولها العمل بمقابل زهيد. فريدة جمعني بها القدرُ تركب بجانبي في الحافلة من الدارالبيضاء الى تطوان، ولأني وجدتني عاجزا عن فعل شيء يخرجها من كل هذا الكرب وتلك الدوامة اللامتناهية من المشاكل والابتلاءات، سألتها إن كانت تتابع أخبار الحكومة وماذا أقرّته بخصوص المطلقات والارامل. يا أخي انا لا افهم في السياسة ولا أقرأ ونادرا ما اجد الوقت لمشاهدة الاخبار لاني اعود منهكة تماما ولا افكر سوى في النوم، لكن بصراحة انا لا أثق لا في الحكومة ولا في غيرها..كلهم يكذبون علينا.. انا اعرف فقط الملك محمد السادس ولا اعرف احدا غيره بحكم انني امية ولا اتابع. نعم اتفق معك فريدة لكن المهم ان حكومة بنكيران ستخصص 1000 درهم شهريا لكل مطلقة مثلك، وحالتك يسهل عليها الاستفادة بحكم كل هذه المعاناة التي عشتها وتعيشينها. اسمعي اختي فريدة، اذهبي لأقرب مقاطعة في مدينتك واطلبي وثائق ملف دعم المطلقات والارامل وانا اضمن لك انك ستسفيدين من الدعم. ولن تضطري لمفارقة طفليك ووالدتك.. في البداية لم تصدق ان الدولة التي اعتادت ان تأخذ حتى من الضعفاء والمعوزين ستفكر بقدرة قادر ان تمنح فقراءنا بضع دراهم، لكنها اقتنعت اخيرا بهذا الكلام، ولكم ان تتخيلوا كم كانت فرحتها ودموعها التي لم تتمكن من ايقافها. فريدة هي واحدة من آلاف أخواتها اللواتي غمرتهن الفرحة لانهن يأملن بألا يكون صندوق دعم الارامل والمطلقات كذبة انتخابية كتلك التي صدقوها ثم اصيبوا بعدها بخيبة امل كبيرة، فريدة اليوم تضع احلاما وطموحات لا تتعدى الأف درهم، فأتمنى الا يخيب ظنها.