صدر مؤخرا عن مطبعة أبي رقراق كتاب يحمل عنوان " الكتابة الروائية لدى أحمد الصفريوي وإدريس الشرايبي .. الجوانب النفسية والسوسيولوجية " للباحثة الجامعية فاطمة الصنهاجي. وتتبعت مؤلفة الكتاب في هذا العمل الذي يقع في 317 صفحة من الحجم المتوسط مختلف التحولات والتغيرات التي عرفتها الكتابة الروائية لدى بعض الروائيين المغاربة الذين ارتضوا التعبير عن ذواتهم وعن تخيلاتهم وهواجسهم وأحلامهم باللغة الفرنسية. وأعادت مؤلفة الكتاب ( أستاذة باحثة بجامعة فاس ) القارئ الشغوف بالأدب الروائي إلى أعماق الكتابة الروائية عند أحمد الصفريوي وإدريس الشرايبي من خلال تحليل مجموعة من النصوص الروائية التي كتباها في فترات زمنية متفرقة مؤكدة على أن هذين الروائيين يظلان برأي النقاد المؤسسين الحقيقيين للإبداع الروائي المغربي المكتوب بالفرنسية.وبالارتكاز على مقاربات علمية بحتة في مجال علم النفس وعلم الاجتماع عمدت فاطمة الصنهاجي إلى تفكيك النصوص الروائية للكاتبين في محاولة منها لإخراج الأدب المغربي الروائي المكتوب بالفرنسية من الدروب والممرات الضيقة التي حصره فيها النقاد وأن تدحض بالتالي كل الأحكام الجاهزة التي كانت سائدة حول هذا الأدب. وبرهنت مؤلفة الكتاب من خلال هذه الدراسة النقدية الشاملة على أن السرد الروائي لدى أحمد الصفريوي " لم يكن مجرد تمرين إثنوغرافي أو فلكلوري كما أن رواية ( الماضي البسيط ) لإدريس الشرايبي لم تكن مجرد زفرة أو تعبير صادر عن كاتب متمرد " . وجاء في مقدمة الكتاب التي وضعها الباحث الجامعي عبد الرحمان طنكول أن الكاتبة فاطمة الصنهاجي ركزت في هذا المؤلف بالاعتماد على ما يتيحه علم النفس وعلم الاجتماع على إبراز الخصوصيات الموضوعاتية والإبداعية التي ميزت روايات الصفريوي والشرايبي متتبعة في تحليلها للأعمال الإبداعية التي ألفاها التفاصيل الدقيقة لعملية السرد وبناء الرواية كما أبدعا فيها . وأكد أن أبرز خلاصة يمكن أن يخرج بها القارئ من هذا العمل النقدي الدقيق هي أن الحقيقة والخيال هما متلازمتان تتقاطعان في أعمال أحمد الصفريوي وإدريس الشرايبي ولعلهما هما من يبصمان على أصالة وتفرد الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية . وقال إن الغوص في أعماق المجتمع المغربي وفهمه كما قدمته كتابات الصفريوي والشرايبي يمر حتما عبر تحليل نفسية الفرد واستيهاماته ودراسة واقع الشخوص وأحلامها وانفعالاتها وهو ما برعت فيه مؤلفة الكتاب التي حاولت اعتمادا على البحث في السيرة الذاتية للروائيين ونصوصهما أن تقوم بعملية تحليل لكل العقد التي تعيشها الشخوص بهدف استكناه المكونات الأساسية للمتخيل كما أبدعه كل من الصفريوي والشرايبي.