توج بيت الشعر في المغرب الشاعر البرتغالي نونو جوديس بجائزة الأركانة العالمية في دورتها التاسعة. وأعلن بيت الشعر، في بلاغ له، أن لجنة تحكيم الجائزة ارتأت أن تتوج الشاعر البرتغالي نونو جوديس، أحد الأسماء الشعرية الأكثر حضورا وتأثيرا في المشهد الشعري المعاصر في بلاده وفي الشعرية الإنسانية، وذلك من خلال تجربته الشعرية الطليعية التي عرفت انطلاقتها مع بداية احتضار الديكتاتورية السالازارية وانبثاق لحظة جديدة في حياة البرتغال. ووصفت الشاعر المتوج بأنه "متعدد الأساليب والتيمات دون أن يتنازل عن الاشتغال على مستوى أشكال وتقنيات الكتابة الشعرية، بأنساقها الإيقاعية الممتدة من الأغنية أو السوناتة، في تعايش مع السيلفات والكتل الشعرية أو قصيدة النثر التي تصل معها شعرية نونو جوديس إلى مستويات من القلق الإبداعي بالغة العمق والشفافية والإدهاش". وقال بيت الشعر في المغرب إن التبصر والعمق في تأمل الأشياء لدى الشاعر جعلاه يستقصي الجذور الخفية للقول الشعري في مسارات بحث لا ينقطع عن الجوهر اللغوي للإبداع الشعري. كما لمس لديه اقتدارا قويا على الحكي وتوظيف السرد الذي يساهم في رسم استراتيجيات وظيفية جديدة للنص الشعري، مستحضرا الأبعاد الأوتوبيوغرافية التي تقرب الشعري من المكاشفة المفتوحة على الذات والأحاسيس والتجارب، بما فيها الحميمي والمنفلت المستعصي على الوصف. وذكرت المؤسسة بأن نونو جوديس استطاع أن يربط علاقات متينة مع عدد من الشعراء المغاربة خلال زياراته المتواترة للمغرب. وأقام صداقة شعرية وإنسانية مع بيت الشعر في المغرب منذ تأسيسهº فهو أحد أعضاء هيئة أصدقاء البيت، وأحد الشعراء الذين شاركوا في بعض أنشطة البيت ومنها الدورة الرابعة لمهرجان الدارالبيضاء العالمي للشعر. وكانت لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر قد اجتمعت بالرباط، مؤخرا، للبت في شأن الجائزة التي يمنحها بيت الشعر بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير وبتعاون مع وزارة الثقافة. وتكونت اللجنة من الشاعر حسن مكوار (رئيسا)، والناقد عبد الرحمن طنكول، والشعراء حسن نجمي، نجيب خداري، رشيد المومني، وخالد الريسوني. ونال الشاعر البرتغالي عدة جوائز اعترافا بجهوده في بلورة وتطوير شعرية تؤسس لمعرفة قلقة بأسرار الوجود من خلال القصيدة، فنال جائزة بابلو نيرودا سنة 1975. ونال جائزة الشعر لنادي القلم عشر سنوات بعد ذلك عن ديوانه "قيثار الأشنة". وفي 1990 أحرز على جائزة دنيس لمؤسسة كازا دي ماثيوس عن عمله "قواعد المنظورات". وفي سنة 1995 نال ديوان شعري أساسي له "تأمل في الخرائب" جائزتين : جائزة الشعر للجمعية البرتغالية للكتاب وجائزة إيسى كايروس التي تمنحها بلدية لشبونة. كما نال عن مجموع أعماله جائزة النقد في سنة 2001، وهي الجائزة التي يمنحها المركز البرتغالي للجمعية الدولية لنقاد الأدب. وفي سنة 2003 تسلم جائزة سيزاريو بيردي وجائزة أنا هاثرلي عن كتابه : "أحوال الحقول". وحصل على الجائزة الكبرى للآداب في 2005 عن ديوانه الشعري: "هندسة متغيرة"، وعلى الجائزة الوطنية أنطونيو راموس روسا في 2006 عن ديوانه "الأشياء الأكثر بساطة". ونال جائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبيرو أمريكي سنة 2013 عن مجموع أعماله. ولد الشاعر البرتغالي نونو جوديس في بميشلويرا غراندي بإقليم ألغربي سنة 1949. درس الآداب الرومانية في جامعة لشبونة الكلاسيكية. عمل أستاذا بالجامعة الجديدةللشبونة التي نال فيها درجة الدكتوراه سنة 1989 بعد أن تقدم بأطروحة لنيل الدكتوراه ببحث في الآداب القروسطية. سبق وأن عمل مستشارا ثقافيا بسفارة البرتغال في فرنسا ومديرا لمعهد كامويش بباريس. وخلال المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت في دورته 49، تم اختياره مندوبا للأدب عن بلاده "البرتغال باعتباره بلدا موضوعا". وهو يعتبر حاليا أهم سفير للأدب البرتغالي في العالم. وقد ترجمت أعمال نونو جوديس إلى العديد من اللغات كالفرنسية والإسبانية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والعربية.