تسلَّم الشاعر الإسباني، أنطونيو غامونيدا، مساء أول أمس السبت، جائزة «الأركانة» العالمية للشعر التي ينظمها «بيت الشعر» في المغرب. وقال غامونيدا خلال حفل تسلم الجائزة، الذي أقيم على هامش الدورة ال19 للمعرض الدولي للكتاب في المغرب، « إن «الثقافة العربية ونظيرتها الأوروبية عاشتا لحظات تاريخية من التواصل الحضاري لعب فيها الشعر والأدب دورًا مهمًا». وأضاف: «كان للمغرب وإسبانيا السبق في صياغة أكثر هذه اللحظات إشراقًا زمن الحضارة الأندلسية»، مضيفًا أن «الإسبان والعرب كانوا أصدقاء على الدوام بفضل الشعر والثقافة». ويعتبر الفائز ب «الأركانة» واحدا من أهم الشعراء الإسبان في العصر الحالي. المعروف برؤيته النقدية والشعرية المتفردة. ولعله الشاعر الوحيد الذي أثارت تجربته إشكالية إلحاقِه قّسرا بجيل الخمسينيات الشعري في إسبانيا. بينما هو في الحقيقة انتحي محتلا مكانة منفصلة ، مختارا لنفسه جغرافيا «محايدة» تقع بين مختلف التيارات الشعريٌة، فتعرضت أعماله إلي الرقابة خلال ديكتاتورية الجنرال فرانكو، إذ حالت دون نشر ديوانه ?بلوز قشتالي? الذي مكث في الأدراج نحو عقدين. وفاز عنه بجائزة ?ثربانتس? ولم يفرج عن قصائده إلا في عام 1982. وقد سبق لغامونيدا أن نال «الجائزة الوطنية للشعر» عن «عجمر» سنة (1986)، وجائزة «الملكة صوفيا للشعر الإيبيري الأمريكي». ينظر غامونيدا إلى الشعر بصفته فنٌ الذاكرة بحق، وهو شعر لا يخضع، بالضرورة، لقواعد الإدراك العقلي. و من هذا المنطلق يمكن اختصار ماهيٌة الشعر برمٌته. حفل تسلم جائزة الأركانة، الذي نشطه الشاعر الزجال مراد القادري، تميز بالكلمة التي ألقاها الشاعر نجيب خداري، رئيس بيت الشعر بالمغرب، وكلمة ممثل مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير، ثم كلمة وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، الذي أكد أن الاحتفاء بالشاعر الإسباني «أنطونيو غانوميدا» عبر جائزة تُوج بها عدد من الشعراء العالميين الكبار كالشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعرة الأمريكية مارلين هاكر والعراقي سعدي يوسف، هو «احتفاء بالإبداع الشعري العالمي وبالكلمة التي تبوح بتفاصيل التجربة الإنسانية على اختلاف ثقافاتها ومرجعياتها».