يبدو أن فرنسا أصبحت راغبة أكثر من أي وقت مضى في كسب الجزائر، بعد الأزمة التي عصفت بعلاقتها مع المغرب على خلفية ملفات متعددة منها ما هو قضائي. يأتي ذلك في الوقت الذي عقدت فيه فرنسا أول أمس الإثنين، قمة تجارية واقتصادية في مدينة وهرانالجزائرية، في إطار تدشين مصنع لشركة رونو الخاصة بصناعة السيارات. وحسب العديد من المتتبعين، فإن المبادرة الفرنسية تروم تحقيق استراتيجية التوازن، خاصة بعد التصدعات التي شهدتها العلاقة بينها وبين المغرب، ولأنها لا ترغب في فقدان السوق الجزائرية، فقد بادرت بتعزيز التعاون الثنائي مع الجزائر، من خلال تلك الصفقة التجارية.
من جهته، قال وزير الخارجية لوران فابيوس في حوار مع فرانس برس يومه الاثنين من الأسبوع الجاري “نحن شركاء وأصدقاء الجزائريين، وفي الوقت نفسه نعمل مع المغاربة، ولا يوجد أي تناقض”. ويلاحظ تفادي فابيوس استعمال كلمة صديق وشريك بالنسبة للمغرب، حيث غابت مثل هذه الجمل ولو دبلوماسيا من خطاب المسؤولين الفرنسيين تجاه المغرب، وهو ما يدل على عمق الأزمة.