"لا أريدهم أن يحرقوا جنيني ولا أريدهم أن يدفنوه في مقبرة للنصارى". صرخة تدمي القلوب تلك التي أطلقتها الشابة المغربية مريم العزوزي المقيمة في مدينة جيرونا، شمال إسبانيا، والتي اضطر الأطباء إلى إسقاط جنينها بعد أربعة أشهر من الحمل بعد إصابتها بالسرطان وخضوعها للعلاج الكيميائي. حاولت عائلة الشابة المغربية التي تبلغ من العمر 24 سنة، دفن الجنين في مقبرة المسلمين المتواجدة بالقرب من برشلونة إلا أن أحد "تجار الموت" وهو مواطن من أصل سوري يدعى الشيخ نجم رفض استعطاف العائلة المكلومة مرتين والتي تمر بظروف مادية صعبة وطلب من العائلة إحضار مبلغ 1.500 يورو لدفن الجنين في مقبرة المسلمين الوحيدة والتي يستحوذ على تسييرها منذ تسعينيات القرن الماضي بالإضافة إلى 1.000 يورو لتغطية مصاريف نقل جثة الجنين. كمواطنين مغاربة يتوسمون الخير في بلدهم التجأت العائلة الأسبوع الماضي إلى القنصل العام للمغرب في مدينة جيرونة، ابراهيم بادي، وكذا إلى القنصل العام المغربي في برشلونة، ياسر فارس. لكن جواب القنصلين كان واحدا... "لكم الله" اما السلطات القنصلية المغربية فلن تفيدكم شيئا. في مقابل جحود السلطات القنصلية المغربية، عرضت الكنيسة الكاثوليكية في مدينة جيرونة على العائلة دفن الجنين في مقبرة النصارى بالمدينة بثمن بخس مراعاة للظروف المادية والنفسية الصعبة التي تجتازها الأسرة المغربية. كما أن مستشفى المدينة عرض على الأم المريضة حرق الجنين بدون مقابل وهو الأمر الذي رفضته مريم رفضا مطلقاً. "لا أريدهم أن يحرقوا جنيني ولا أن يدفنوه في مقبرة النصارى وأتوجه هنا بنداء عاجل إلى الأميرة لالة سلمى، زوجة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. فهي ترعى المصابين بالسرطان وهي أم وأنا على يقين أنها ستحس بي ولن تتخلى عني". هذا هو النداء الذي وجهته مريم للأميرة لالة سلمى في تصريح ل"شبكة أندلس الإخبارية" التي وقفت على الوضعية الصعبة التي تمر منها العائلة المغربية. من جانبه عبر رئيس مؤسسة الغوث الإسلامي "مسلم ريليف"، سعيد بورحيم، والذي يقدم الدعم البسيكولوجي للأسرة، عن أسفه لعدم تجاوب السلطات القنصلية المغربية مع حالة مريم كما أنه شجب احتكار بعض الأشخاص لمقابر المسلمين حيث حولوا دفن موتى المسلمين من خدمة عمومية إلى تجارة رابحة من دون أية مراعاة للحالات الخاصة مثل حالة مريم. بقي أمام مريم عشرة أيام لتوفير مصاريف دفن جنينها قبل أن يتخذ المستشفى قرار حرق الجثة. ++ في الصورة الأميرة لالة سلمى إلى جانب الملكة ليتيثيا في زيارة لمرضى السرطان بالرباط