استعرضت ثلة من الكفاءات المغربية العاملة في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا، مساء أمس الاثنين، مسارها في بلد المهجر ونظرتها لأوضاع المهاجرين انطلاقا من تجاربها الخاصة. وحرص المشاركون في ندوة "التنوع الثقافي ودور الهجرة في مجتمعات الاستقبال" المنظمة على هامش الأسبوع الثقافي المغربي الذي تحتضنه العاصمة الأندلسية إشبيلية من 29 شتنبر الجاري إلى ثالث أكتوبر المقبل، على التأكيد على أن الهجرة تمثل ظاهرة طبيعية. وأوضحوا في هذا الصدد أن الإنسان مهاجر بطبعه ، فهو يغادر وطنه من أجل تحصيل العلم والمعرفة أو بحثا عن عمل أو للسياحة والاطلاع على ثقافة الغير، وقد تتحول أهدافه الأولى من الهجرة إلى رغبة في الاستمرار في العيش في بلد المهجر لأسباب متعددة، وقدموا بالمناسبة تجاربهم الناجحة في تخصصاتهم والصعوبات التي تعترض فئة من المهاجرين في الاندماج والعيش الكريم وسط المجتمع المضيف. ويرى الحبيب الشباط، المكلف بمشاريع التعاون مع المغرب في الوكالة الأندلسية للتعاون الدولي، في التبادل الاقتصادي حلا ناجعا لتجاوز الإشكالات المترتبة عن ظاهرة الهجرة، فعبره يمكن التغلب على كل الخلافات المتصلة بهذه الظاهرة. أما الرسام التشكيلي أحمد بن يسف، فكان له رأي مخالف للمدافعين عن الدور الاقتصادي، فهو يعتقد أن التواصل الثقافي هو الحل الأنجع لتجاوز الخلافات التي تثار بشأن الهجرة، إذ يشكل في نظره مظهرا من مظاهر التنوع والغنى الثقافي في البلد المضيف. وقال في هذا الصدد "لولا الإبداع في مختلف الفنون من مسرح وسينما ورسم تشكيلي وشعر لما استطاع أحد منا أن يتحمل عبء الحياة" مبرزا أن "هذه الفنون هي التي تخفف عنا متاعب العيش وتجعل التواصل فيما بين الشعوب أمرا ممكنا، بل من شأنها الإسهام في تصحيح الصورة النمطية للمهاجر لدى الكثيرين وتنمي التعايش بين مختلف الأجناس". وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي ، الذي تنظمه مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، ستتواصل بتنظيم ندوتين حول "المغرب، بلد الفرص، الخطوات الأولى للاستثمار" و"تحديات وفرص التعاون بين الضفتين"، فضلا عن عرض لفيلم "كازانيغرا" الحائز على العديد من الجوائز، ومناقشته بحضور مخرجه نور الدين الخماري. كما تنظم خلال هذه التظاهرة مجموعة من الأنشطة الثقافية المتنوعة في مجالات الطبخ والأدب والسياحة والصناعة التقليدية وطائفة من الفنون كفن الخط العربي.