تعليقا على ردود الفعل الجزائرية والإستفزازات المتكررة على إثر الخطاب الأخير للملك بمناسبة عيد العرش ، أكد عبد الفتاح الفاتحي الخبير في القضايا المغاربية وشؤون الصحراء ل"شبكة أندلس الإخبارية"، أنه "من المتوقع جدا أن يزداد الصراع الإقليمي الجزائري المغربي حدة خلال الفترة المقبلة، في ظل إحساس الجزائر بتراجع موقفها السياسي على المستوى الدولي بعدما فشلت في تحقيق أهداف خطتها الدبلوماسية سواء في وضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء عبر مجلس الأمن الدولي ولا من خلال فرض مبعوث الإتحاد الإفريقي إلى الصحراء دوليا، حيث اعترضت على ذلك كل الدول". وتابع الفاتحي أنه "بينما ترتفع الفاتورة المالية الجزائرية في احتضانها لجبهة البوليساريو، يتواصل الضغط السياسي الدولي والمحلي على الجزائر سنة بعد أخرى، فيما لا يلوح في الأفق جديد لحل نزاع الصحراء بعدما أوصلت الملف إلى النفق المسدود". وأشار أن "أمام هذا الواقع، فضلا عن حدودها الملتهبة، فإن الجزائر يهمها اليوم عدم استقرار المغرب سياسيا واقتصاديا، حيث تقود لهذه الغاية حملة تحريض لإثارة الاستقرار في الأقاليم الجنوبية من خلال عناصر انفصالية، وكذا مواصلة حملة ادعاءاتها ضد المغرب من قبيل مسؤوليته عن تعطيل بناء الإتحاد المغاربي، وتركيزها على ورقة المخدرات بالتزامن مع صدور تقرير جديد حول إنتاج القنب الهندي. ومعلوم أن الجزائر التي توظف كافة الأساليب لإرباك الوضع الداخلي المغربي عبر إغراق سوقه الداخلي بالسلع المهربة وخاصة بالمخدرات الصلبة، فإن للمغرب أدلة دامغة على أن وجهة المخدرات الصلبة كالقرقوبي والهرويين كلها تّأتي من الحدود الجزائرية غير المحمية. سيما وأن العديد من التقارير الدولية أكدت أن عناصر من جبهة البوليساريو ضالعة في الاتجار في المخدرات الصلبة وفي الاتجار في السلاح والبشر تحت رعاية جزائرية". وأكد الخبير نفسه، "أن الجزائر ليست قادرة في ممارسة الضغط على الموقف المغربي حيال سياسة الجزائر التي لا تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب من خلال ملف الصحراء إسوة بتدخلها في عدد من الدول الإفريقية والمغاربية كمالي وليبيا وتونس، واستمرارها في إثارة الحقد والكراهية بين الشعوب المغاربية برفضها التطبيع وفتح الحدود مع المغرب وهو ما أعاد الملك محمد السادس التأكيد عليه خلال خطاب العرش الأخير."