أبواب رزق موسمية تعودنا خلال كل موسم أن نشاهد في الأسواق أشخاصا يمتهنون حرفا يبتغون من خلالها استغلال الطلب على المواد التي يقبل عليها المستهلكون بكثرة خلال ذلك الموسم، لدرجة أن البعض احترف هذا النوع من التجارة الموسمية، فتجده في عيد الأضحى يبيع الأدوات والسكاكين وفي الأدوات المكتبية في موسم الدخول المدرسي، إلا أن الموسم الذي يشكل أكبر فرصة لهؤلاء التجار، هو شهر رمضان، فخلاله يرتفع الاستهلاك بدرجة كبيرة في جميع المجالات، من المواد الغذائية إلى المواد الترفيهية السمعية البصرية. منظر يشد الأنظار ذلك الذي يشاهده زوار "الجوطية" بحي التقدم الرباط، أحد أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة، حيث تعمد مجموعة من ربات البيوت بشكل يوميي وفي مكان محدد، بالتجمع لعرض منتوجات غذائية تستهلك بكثرة في شهر رمضان، والحديث هنا عن الحلويات وما جاورها من "رغايف" و"بغرير"، تحرص كل منهن على تقديم أفضل ما عندها للحصول على انتباه الزبناء، مستغلات الإقبال الكبير الذي يرافق شهر رمضان على كل أصناف المأكولات. الرأسمال الأسباب التي تدفع ربات البيوت إلى اختيار هذه المهن الموسمية كثيرة، لكن تبقى الحاجة والفقر والسعي نحو إعالة الأسرة، الدوافع الأساسية. إلى جانب هذا، فإن التجارة في الحلويات والمأكولات الجاهزة، لا تتطلب استثمارا ماليا كبيرا، إذ أن كل ما يتطلبه الأمر هو تكاليف المواد الأولية من المكونات التي تستعمل في طبخ هذه المأكولات، خصوصا وأن جل إن لم تكن كل ممتهنات هذه التجارة، تقوم بعملية التحضير بنفسها وفي منزلها. وهو ما يساعد على تحقيق اقتصادية في التكاليف على عكس العديد من التجارات الأخرى، ويساهم في الرفع من هامش الربح وإن كان ضعيفا جدا في أصله. المنافسة الشديدة أمام المنافسة الشديدة التي تجمع ما بين البائعات، فإن التحدي من أجل الحصول على مكانة في السوق يرتفع إلى أشده، وتبقى لكل بائعة طريقتها في جذب الزبناء المحتملين والتمكن من جعله يقصدها دون البائعات الأخريات المجاورات، وهو التحدي الذي تفوز به في أغلب الأحيان البائعات المتمرسات اللواتي أثبتن أفضليتهن سواء عن طريق جودة المنتوجات التي تقدمنها، أو تعاملهن مع الزبناء، من مثيل إعطاء حلويات إضافية مجانية للزبناء الأوفياء وغيره من السلوكات التي تترك انطباعا لدى المشترين.