يلجأ العديد من المغاربة العاطلين عن العمل في شهر رمضان إلى مزاولة مهن ترتبط بهذا الشهر الكريم. مثل «النفار» و«بيع الشباكية» والجبن و«البغرير» وهو أحد المعجنات المشهورة. وهذه المهن تتميز بطابعها الظرفي البسيط وبتكلفتها القليلة في حين أنها تدر ربحا وفيرا نسبيا لمزاولها، كما تلبي الحاجيات الأساسية لكثير من الأسر المغربية. ومع حلول شهر رمضان تنتعش الحركة الاقتصادية في أسواق الدارالبيضاء، وتكتظ الأسواق والمحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الاستهلاكية والفواكه الجافة ومستلزمات الحلويات (المعروضة في رمضان) التي يعد أصحاب المهن الرمضانية من أبرز روادها. ويحل شهر رمضان هذه السنة متزامنا مع فصل الصيف وفي ظل ارتفاع في الأسعار في بعض المواد التي تعرف اقبالا من طرف المغاربة. كما يتوقع بعض المختصين أن ترتفع أسعار الدقيق والزيت في الأسواق المغربية مع حلول شهر الصيام. ملجأ من البطالة إذا كان شهر رمضان شهر عبادة واعتكاف للبعض، فإنه شهر رزق وكسب لعدد من العاطلين. (عائشة م.) أرملة في عقدها الخامس، أم لطفلين. تخصصت في بيع المسمن والبغرير منذ عدة سنوات. تقول عائشة وهي تهم بالدخول إلى أحد المحلات التي تبيع المواد الاستهلاكية أن المسمن والبغرير يلقى إقبالا منقطع النظير في شهر رمضان، لأن عددا من السيدات يعملن خارج بيوتهن ولا يجدن الوقت الكافي لإعداده. وتضيف عائشة بأنها تحقق ربحا محترما في هذا الشهر. قد يكون كافيا لقضاء شهرين أو ثلاث، كما يساعدها في تلبية حاجيات التمدرس لأطفالها. وعلى منوال عائشة يوجد شباب كثر، يجدون في شهر رمضان مناسبة لممارسة مهن أخرى، كبيع الشباكية الشهيرة، أو النفار الذي يجول صاحبه على الأحياء ليوقظ بنفيره النيام، للاستعداد لوجبة السحور قبل صلاة الفجر مقابل مبالغ وعطايا يتلقاها من السكان. بالإضافة إلى باعة الحمص المرقد» الذين يختفون بعد رمضان. وما أن ينتهي شهر الصيام حتى يعود أصحاب المهن الرمضانية إلى طوابير العاطلين الذين توقعت المندوبية السامية للتخطيط وصولها إلى 10,5 %هذه السنة بالمغرب. منافسة حادة تمتلئ أرصفة الشوارع البيضاوية، برجال ونساء من مختلف الفئات العمرية، يعرضون منتجاتهم أمام الزبناء طلبا للرزق، الأمر الذي يخلق جوا تنافسيا حادا حول استقطاب أكبر عدد من الزبناء، وقد يكون الموقع أو اختلاف الأسعار سببا في حصول توتر أو تشنج بينهم. وهذه المنافسة تكون في كثير من الأحيان في مصلحة المستهلك الذي يكون بإمكانه أن يختار الأجود والمناسب له خصوصا وأن عدد الباعة في تزايد (بسبب البطالة). تقول إحدى السيدات إن كثرة الباعة وتعدد المنتوجات في شهر رمضان يسمح لها باختيار المنتوج الأفضل وبأقل ثمن، وعلى الرغم من الازدحام والأجواء المشحونة التي تعرفها الأسواق في رمضان، فإن طابع التميز لشهر تم التهييء له من قبل، حسب طقوس وتقاليد مختلفة، يبقى السمة الأبرز في موسم يتمنى الكل قضاءه بألف خير.