لا يتعدى نسبتهم 1% من سكان البرازيل، إلا أن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان عندهم مميزة تلفت الانتباه، خاصة في ظل تزامنه مع مونديال كرة القدم، وانطلاق حملة "اعرف الإسلام" التي دشنها المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل. وقال خالد رزق تقي الدين، رئيس المجلس، إن "رمضان في البرازيل سيكون له مذاق مختلف هذا العام، حيث مونديال كرة القدم، والكثير من الشعب البرازيلي والصحافة والإعلام يريدون معرفة المزيد عن التعاليم الإسلامية وكيفية الصيام". وأضاف تقي الدين، أن مما ساعد على ذلك "تأهل منتخبي الجزائر ونيجيريا (المسلمين) لدور ثمن النهائي بكأس العالم، ووجود الكثير من اللاعبين المسلمين في الفرق المختلفة"، مشيرا إلى أنه "وصل الفقيه العراقي عبد الرحمن البغدادي لمدينة ريو دي جانيرو عام 1866، وبعدها بعام أقام أول صلاة جماعية للتراويح في البرازيل عام 1867، في مدينة سلفادور بولاية باهيا حينما زارها". وعن انتشار الإسلام في البرازيل، المسؤول بالمجلس "بعد وصول الهجرات المتتالية من العالم الإسلامي، بدأ المسلمون يشيدون المساجد ويستقبلون الأئمة والمشايخ، حيث حمل كل مهاجر بين جنباته ذكريات وصور كثيرة عن رمضان في بلاده الأصلية، وبذلك فرمضان بالبرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في كثير من المظاهر الإسلامية المختلفة". وتحرص الكثير من المؤسسات والمساجد على إقامة موائد الإفطار يوميا، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع، حيث إن "هذه الإفطارات تجمع كل أبناء الجالية المسلمة غنيهم وفقيرهم، وهي فرصة لتبرع الميسورين من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس الفقراء من المسلمين". وعن طقوس ليلة القدر، وهي ليلة نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان، قال تقي الدين "تتنافس المساجد في البرازيل لإحياء ليلة القدر حيث تكتظ المساجد بالمصلين، وتحرص العائلات على قضاء الليلة بأكملها داخل المسجد ويصطحبون النساء والأطفال للمشاركة في هذا الأجر"، لافتا إلى "بعض الأنشطة الاجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، إضافة للأنشطة التعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب وحملات التعريف بالدين الإسلامي". وتابع: "تتلون موائد إفطار الصائمين بالأطباق المختلفة والتي تجمع بين الشرقي والغربي دليلا على تمازج الثقافات في البرازيل، فتوجد الأكلات الشامية، والأكلات البرازيلية حاضرة أيضا، كما يعد طبق الفول المصري مكونا أساسيا في وجبة السحور". ويبلغ عدد المسلمين في البرازيل مليونا ونصف المليون نسمة، وهم خليط من أعراق مختلفة أفارقة وعرب وغيرهم، ويمثلون نسبة تقل عن 1% من مجموع عدد سكان دولة البرازيل البالغ قرابة 200 مليون نسمة، ويتوزعون في كل الولاياتالبرازيلية، ويمثلهم 80 مؤسسة ومركزا إسلاميا، يشرف عليها المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل الذي تأسس عام 2005.