وصلت تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى المغرب. فقد هاجم شريط منسوب للتنظيم، مدّته عشر دقائق، عدداً من الشخصيات المغربية، منهم رموز إسلامية من مرجعيات مختلفة، وقادة أحزاب سياسية، ووزراء سابقون وحاليّون، متهماً إياهم ب"الظلم والعلمانية والحرب على الإسلام". وتباينت ردود فعل الشخصيات المغربية المستهدفة إزاء ما ورد في الشريط، بين من عبّر عن عدم الاكتراث لها لكونها مألوفة من هذا التنظيم، وبين من حذّر من تداعيات هذه الاتهامات خصوصاً في سياق تفكيك العديد من الخلايا التي تقوم على تجنيد الشباب المغاربة للقتال في سورية والعراق. وأورد (داعش) في شريطه الذي حمل عنوان "حقيقة مخالفي الدولة الإسلامية" اتهامات لوزير العدل والحريات مصطفى الرميد، واصفاً إياه بوزير الظلم، كما طالت وزير الدولة السابق محمد اليازغي، وأيضاً مؤسس جماعة "العدل والإحسان" الشيخ عبد السلام ياسين، فضلاً عن رموز سلفية في المغرب. تفيد إحصاءات رسمية أن عدد الخلايا المفككة من طرف أجهزة الأمن المغربي، في السنوات العشر الأخيرة، بلغ زهاء 64 خلية، بعضها تربطها صلات وثيقة بتنظيمات دولية، في مقدمتها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وبعضها ذات صلة ب"داعش" وعلق اليازغي، على اتهامات التنظيم له ولغيره من الشخصيات المغربية، بالقول إنها حيلة العاجز الذي لا يجد أمامه سوى كيل الاتهامات والأوصاف، بعد فشله في استقطاب المزيد من الشباب للقتال في سورية والعراق، بسبب المراقبة الأمنية المتزايدة. وتفيد إحصاءات رسمية بأن عدد الخلايا المفككة من طرف أجهزة الأمن المغربي، في السنوات العشر الأخيرة، أي من 2005 إلى مايو/أيار 2014، بلغ زهاء 64 خلية، بعضها تربطها صلات وثيقة بتنظيمات دولية، في مقدّمتها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وبعضها ذات صلة ب"داعش". من جهته، استنكر الشيخ أبو حفص رفيقي، "الاتهامات الداعشية" التي وصفته ب"المترفض العلماني"، مضيفاً أن عقيدة التكفير في عرف تنظيمات متشددة كهذه، تعني إباحة سفك الدم، ما يستوجب معه الحذر من محاولة تنفيذ مثل هذه الاتهامات على أرض الواقع. وجاء استهداف "داعش" لشخصيات مغربية في سياق استقطابها لعدد من الشباب الذي آثر القتال ضمن صفوفها، وهو ما أكدته منابر إعلامية تابعة للتنظيم، حين أفادت بوجود مغاربة من جنسيات أوروبية مختلفة، غالبيتهم من فرنسا وبلجيكا، ساهموا بشكل حاسم في انتصارات "داعش" داخل العراق. وينتظم المقاتلون المغاربة في صفوف "داعش" ضمن "كتيبة الانغماسيين"، وهو ما يفسره الباحث في الحركات الإسلامية، محمد ضريف، بأن الأمر يتعلق بالمقاتلين الأكثر جرأة وشراسة، لكونهم يعتمدون على تنفيذ عمليات انتحارية انطلاقاً من أحزمة ناسفة أو سيارات مفخخة. وكان مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي قد أكد، أخيراً، أن المغرب صار ضمن لائحة الدول التي يستطيع "داعش" تهديدها، من خلال الاستناد إلى إمكاناته المادية والبشرية والتقنية أيضاً، مبرزاً تسلل التنظيم إلى الشباب المغربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ك"فيسبوك"، في محاولة لتجاوز المراقبة الأمنية الشديدة التي يقوم بها المغرب إزاء الراغبين في القتال في سورية والعراق.