في تعليقه على الدعوى التي رفعهتا ضده مؤسسة التعليم الإسلامي في هولندا، دافع النائب البرلماني أحمد مركوش عن تصريحاته التي ندد فيها بدعوة عبدو خولاني، سكرتير هذه المؤسسة وعضو حزب الوحدة الإسلامي، قوات "داعش" للزحف على بغداد بعد سيطرتها على الموصل ومناطق واسعة في العراق مؤخرا. "رأيت منكرا فأردت تغييره"، يقول مركوش ل"هنا صوتك". منع أحمد مركوش (حزب العمل) طالب أيضا سكرتير الدولة في شؤون التعليم ساندر دكّر منع فتح مدرسة إسلامية في أمستردام ونواحيها، لأنه "لا يمكن وضع مصير أطفالنا بين أيدي اللجنة الحالية المسيرة لمؤسسة التعليم الإسلامي"، يوضح مركوش. هذا التصعيد جاء في أعقاب نشر عبدو خولاني، وهو أيضا عضو في بلدية لاهاي عن حزب الوحدة الإسلامي، لما وُصف بأنه "رسالة تمجيد" ل"داعش" (دولة الإسلام في العراق والشام): "عاشت "داعش"، وإن شاء الله إلى بغداد لاجتثاث الحثالة الحاكمة هناك". "البوست" الذي نشره خولاني على حائطه الخاص في الفيس بوك أعادت نشره صحف هولندية واسعة الانتشار مثل "التلغراف" و "الفولكس كرانت" و "ألخمين داخبلاد"، فضلا عن صحف جهوية، لاسيما أن صاحبه ينتمي لحزب الوحدة الذي أسسه فان دورن، العضو السابق في حزب الحرية لزعيمه خيرت فيلدرز المعروف بعدائه للإسلام. وفتحت النيابة العامة الهولندية تحقيقا في الموضوع للنظر في ما إذا كانت تصريحات خولاني تدخل في إطار دعم الإرهاب أم في إطار حرية التعبير. بلاغ ضد مركوش بدورها قدمت مؤسسة التعليم الإسلامي (SIO) بلاغا لدى الشرطة ضد أحمد مركوش بتهمة "السب" و"القذف" في حق أحد أعضاء اللجنة المسيرة للمؤسسة. "أنا واثق في النظام القضائي الهولندي، وواثق كذلك في أن هذا البلاغ لا يقوم على أساس. رأيت منكرا فأردت تغييره"، يقول مركوش، هاتفيا، ل"هنا صوتك"، ويضيف: "لا يمكن التساهل مع من يمجد الإرهاب والإرهابيين". ودعا مركوش المغاربة بصفة خاصة والمسلمين بصفة عامة إلى "ضرورة الحذر من مثل هذه الأفكار التي تفسد شبابنا وأبناءنا"، مشيرا إلى حادثة إلقاء القبض على مراهقة عمرها 14 عاما في ألمانيا حينما كانت في طريقها نحو سوريا، بعد أن قدم والدها المغربي الأصل بلاغا لدى الشرطة الهولندية في مدينة هيلفرسوم عن اختفائها: "ينبغي حماية أبنائنا في المدارس والمساجد وشرح مخاطر الالتحاق بالجماعات المقاتلة". التقاء مع فيلدرز؟ ودعا مركوش أيضا السلطات الهولندية إلى سحب جوازات السفر من الشباب الذين يتوجهون للقتال في سوريا أو في العراق الآن. سألناه ما إذا كان يلتقي في هذه الدعوة مع الربرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز (رئيس حزب الحرية) الذي كرر مرارا دعوته لسحب جوازات السفر من "الجهاديين" الإسلاميين، فأوضح أن الأمرين مختلفان تماما: "سحب جواز السفر لا يعني سحب الجنسية الهولندية. فيلدرز يدعو لسحب الجنسية وطرد الجهاديين لبلدانهم الأصلية. أنا أدعو فقط لاتخاذ إجراءات تمنع تنقل الجهاديين، وجواز السفر هو وسيلة تنقل فقط"، يوضح مركوش.