هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسبانيا تطوي سجل خوان كارلوس الأول وتفتح صفحة فيليبي السادس

يوم 2 يونيو 2014 سيبقى يوما مشهودا في التاريخ الإسباني، حيث أعلن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي عن قرار العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس عن العرش لصالح ولي العهد الأمير فيليبي. وقال راخوي إن غرفتي البرلمان تعتزمان تسمية ولي العهد الأمير فيليبي كملك للبلاد بعد تنحي والده في أقرب وقت ممكن.
ما الذي دفع الملك خوان كالوس إلى التنازل عن الحكم وتسليم العرش إلى ولي عهده الأمير فيليبي؟ سؤال لا يحتاج إلى كثير عناء للإجابة عنه. فمنذ أزيد من خمس سنوات بدأت شعبية المؤسسة الملكية في التراجع إلى أن وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ انتقال إسبانيا من عهد الدكتاتورية إلى الديمقراطية سنة 1976. فبعد أن كان الملك خوان كارلوس يثمل بالنسبة للإسبان في سبعينيات القرن الماضي رمز التوافق السياسي بين الأحزاب والفصائل التي كانت تتناحر فيما بينها إبان الحرب الأهلية وبعد أن مثل لأزيد من عقدين، خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، رمز الازدهار الاقتصادي الذي عرفته البلاد بعد التحاقها بالاتحاد الأوروبي، أصبح يشكل وبعض أفراد الأسرة المالكة في أعين الكثيرين رمزا لسوء التدبير بل والتبذير والفساد الذي ينخر الطبقة السياسية.
رصاصة الرحمة على شعبية المؤسسة الملكية أطلقها الملك خوان كالوس نفسه خلال رحلة صيد باذخة إلى بوتسوانا في شهر أبريل من سنة 2012، حيث انتقل لاصطياد الفيلة بينما كانت وما تزال البلاد ترزح تحت وطأ أزمة اقتصادية خانقة خلفت وراءها أزيد من خمسة ملايين عاطل عن العمل. أياما بعد ذلك ظهرت للملك السبعيني، على الأقل في وسائل الإعلام، خليلية ألمانية شقراء لا يتجاوز عمرها 46 سنة وهي الأميرة كورينا سوساين ويتجينشتاين.
وتعرض العاهل الإسباني خلال رحلة الصيد الباذخة في جمهورية بوتسوانا، في ظل تعرض إسبانيا لأزمة اقتصادية طاحنة، لكسر في الورك مما أثار جدلا واسع النطاق اضطر على إثره إلى الاعتذار للمرة الأولى في 18 أبريل من نفس العام قائلا: "أعتذر بشده، لقد أخطأت ولن أعود لأكرر نفس الخطأ".
رحلة صيد الفيلة وقصة الخليلة لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير فشعبية المؤسسة الملكية بدأت في التآكل بعد أن طفت على السطح في صيف 2010 فضيحة تورط دوق بالما إنياكي أوردانغارين زوج الابنة الصغرى لخوان كارلوس، الأميرة كريستينا، في اختلاس أموال عمومية بملايين اليورو عن طريق معهد "نووس" الذي يرأسه لتكشف التحقيقات تورطه كذلك في جرائم التهرب الضريبي وتبييض الأموال عن طريق شركة "أيزون" الذي تمتلك الأميرة كريستينا نصف أسهمها.
سلسلة الفضائح هذه ومثول الأميرة كريستينا أمام محكمة بالما في شهر فبراير الماضي واحتمال متابعتها إلى جانب زوجها كمتهمة بجرائم التهرب الضريبي وتبييض الأموال أدى إلى تدني شعبية المؤسسة الملكية التي رسبت للمرة الثالثة على التوالي في امتحان الشعبية حيث لم تحصل إلا على معدل 3,72 على 10 في استطلاع للرأي أجري ما بين 1 و7 أبريل الماضي.
أمام هذه الوضعية غير المريحة بالنسبة للمؤسسة الملكية وفي خضم الأخطار المحدقة بتماسك الدولة ككل بعد إصرار الكتلان على المضي قدما في مسلسل الاستفتاء على الاستقلال عن التاج الإسباني والغليان الشعبي الذي تعرفه البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية، جاء قرار الملك خوان كالوس التخلي عن الحكم وتسليم العرش لولي العهد الأمير فيليبي كخطوة استباقية وقرار حكيم لوقف هذا النزيف.
لا يمكن لأحد التكهن بمصير الحركة التي أطلقتها العديد من القوى السياسية للمطالبة بتأسيس الجمهورية الثالثة والتخلي عن الحكم الملكي نهائيا بإسبانيا ولكن الأكيد في الأمر أن الملك فيليبي السادس الذي توج رسميا في 19 من شهر يونيو الجاري تقع عليه مسؤولية الحفاظ على استمرار نظام الحكم واستمرار إسبانيا كبلد موحد.
تنازلت عن العرش لبدء حقبة جديدة من الأمل
ومباشرة بعد إعلان رئيس الحكومة ماريانو راخوي عن تنازل العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس عن العرش، قال هذا الأخير إن قرار التنازل عن العرش لصالح ابنه ولي العهد الأمير فيليبي، جاء لكي تبدأ إسبانيا "حقبة جديدة من الأمل تمتزج فيها الخبرة المكتسبة وحيوية الجيل الجديد".
وأضاف الملك خوان كارلوس في رسالة للشعب الإسباني أنه فكر في هذه الخطوة في يناير الماضي حينما أتم 76 عاما، مبينا أنه حين "ينظر للوراء" لا يمكنه سوى "الشعور بالفخر والامتنان" تجاه مواطني إسبانيا.
كما أكد: "لطالما كانت إسبانيا وستظل في أعماق قلبي"، خلال الرسالة التي كشف فيها أسباب قراره بالتنازل عن العرش لصالح الأمير فيليبي، والتي بثتها الإذاعة وقنوات التلفزيون.
وأضاف أنه حرص على مشاركة الإسبان لحظات النجاح وكذلك "المعاناة حينما طغى الألم أو الفشل".
وأبرز أنه حين وصل للعرش تعهد بحماية المصلحة العامة لإسبانيا، مبينا أنه يشعر بالفخر تجاه "الكثير من الأشياء الجيدة" التي تحققت على مدار 39 عاما من اعتلائه للعرش.
كما أعرب الملك خوان كارلوس عن شكره لقرينته الملكة صوفيا "التي لم يفتقد مطلقا لدعمها ومساهماتها السخية"، وكذلك لكافة الاشخاص الذين تولوا مناصب حكومية في الدولة خلال فترته الملكية.
خوان كالوس يرسب في امتحان الشعبية ويحصل على 3،72 على
ويأتي تنازل خوان كالوس عن العرش بعد أن رسبت المؤسسة الملكية وعلى رأسها العاهل خوان كارلوس للمرة الثالثة على التوالي في امتحان الشعبية حيث لم تحصل إلا على معدل 3,72 على 10 في استطلاع للرأي أجري ما بين 1 و7 أبريل 2014، فيما أكدت العائلة المالكة بالجارة الشمالية أن شعبيتها في ارتفاع.
وكانت المؤسسة الملكية بإسبانية قد حصلت في آخر استطلاع للرأي يجريه مركز الأبحاث العلمية سنة 2013 على 3,68 على عشرة وهي أدنى نسبة في شعبيتها بعد الفضائح المتتالية التي تورطت فيها العائلة المالكة.
وهم استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الأبحاث العلمية ما بين الفاتح من أبريل والسابع منه 2.469 مستجوب كانت لأغلبهم نظرة سلبية على المؤسسة الملكية، بينما تؤكد هذه الأخيرة أن الدراسات التي لديها تؤكد ارتفاع شعبيتها.
الأمير فيليبي يتعهد بخدمة إسبانيا كبلد موحد ومتعدد الثقافات
لم يتردد ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي الشاب في قبول تحمل المسؤولية الجسيمة التي ألقاها والده على عاتقه بالرغم من كل المخاطر المحدقة بالبلاد وتعهد ببذل قصارى جهده من أجل العمل على خدمة إسبانيا كبلد موحد ومتعدد الثقافات.
وأعرب الأمير فيليبي عن قناعته وإلتزامه بضرورة بذل قصارى جهده من أجل العمل على مواصلة خدمة الشعب و"إسبانيا العزيزة" كبلد موحد ومجتمع متعدد الثقافات.
وقال ولي العهد، خلال حفل تسليم جائزة أمير "فيانا" الإسبانية الثقافية إلى المؤرخ تارسيثيو دي اثكونا في دير سان سلفادور الواقع شمالي إسبانيا، إنه "في أوقات الشدة كالتي نمر بها، نتعلم من الخبرات الماضية أنه من خلال تضافر الجهود وتقديم الصالح العام على المصالح الخاصة.. يمكن أن نتقدم نحو طريق أفضل".
وأشار فيليبي إلى قرار والده تنازله عن العرش له، حيث قال: "اسمحوا لي، ومع كامل احترامي لإجراءات البرلمان بمجلسيه (حول تنصيبه) أن أؤكد لكم أنني سأكرس كل قوتي وحماسي وشغفي لخدمة مواطني إسبانيا وبلدنا الغالي".
تنصيب فيليبي السادس ملكا لإسبانيا
هذا وتم تنصيب ولي العهد الأمير فيليبي ملكا لإسبانيا في ال19 من يونيو الجاري أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه، في مقر مجلس النواب، في مدريد.
وبدأت صباح الخميس مراسيم اعتلاء فيليبي دي بوربون العرش، حيث أصبح ملكا لإسبانيا بعد أن نشرت الجريدة الرسمية القانون الذي وقعه والده خوان كارلوس والذي يقضي بتنازله عن العرش.
وانطلقت مراسيم اعتلاء فيليبي الساس العرش بقصر ثارثويلا بمدريد بوضعه حزام الجنرال القائد العام للقوات المسلحة الإسبانية قبل أن يتوجه إلى الكونغرس، الغرفة السفلى للبرلمان، حيث يجري احتفال التنصيب الرسمي بحضور ممثلي مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية ومؤسسات أخرى.
وتصبح ليونور (9 سنوات)، الابنة الكبرى لفيليبي وقرينته ليتيثيا ولية العهد وأميرة أستورياس.
وكان خوان كارلوس قد وقع الأربعاء 18 يونيو في القصر الملكي على قانون التنازل، والذي صدق عليه رئيس الحكومة ماريانو راخوي، ليدخل حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية اعتبارا من منتصف الليلة بالوقيت المحلي.
ملك إسبانيا الجديد يخطط لزيارة المغرب وفرنسا عقب توليه العرش
و أعلن القصر الملكي أن فيليبي السادس ينوي القيام بزيارة للمغرب وفرنسا والبرتغال عقب توليه عرش إسبانيا في إشارة أخرى إلى أن المؤسسة الملكية عازمة على استئناف نشاطاتها الدبلوماسية وخدمة المصلحة العليا للبلاد بشكل فعلي.
وأوضح متحدث عن القصر الملكي أن فيليبي وزوجته ليتيثيا يعتزمان خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين القيام بزيارات للعديد من الدول والمناطق الواقعة داخل إسبانيا لتقديم أنفسهما كملكي إسبانيا الجديدين.
وتعد فرنسا والمغرب والبرتغال من بين الدول التي يدرس الملك الجديد زيارتها عقب توليه العرش.
ومن المقرر أن يحضر الملك الجديد وقرينته في الرابع من أغسطس المقبل حفل إحياء ذكرى مرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى في بلجيكا.
الصحافة الدولية تشيد بدور ملك إسبانيا في عملية التحول الديمقراطي
وخصصت أهم الصحف العالمية حيزا هاما على صفحاتها لتنازل العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس عن العرش لنجله وولي عهده الأمير فيليبي، بينما سلطت بعضها أيضا الضوء على فضائح الفساد التي طالت العائلة المالكة بإسبانيا في الآونة الأخيرة.
وفي بريطانيا، كتبت صحيفة (فينانشيال تايمز) مقالا بعنوان "خوان كارلوس يقدم التضحية الكبرى لانقاذ العائلة المالكة بإسبانيا"، وترجح أن الملك لم يكن يرغب في نهاية عهده بهذه الطريقة.
وذكرت (الجارديان) في عنوانها "تنازل خوان كارلوس يفجر المطالبات حول إجراء استفتاء على استمرار النظام الملكي بإسبانيا"، مشيرة إلى خروج آلاف المواطنين إلى شوارع البلاد أمس للمطالبة بنظام جمهوري في البلاد واجراء استفتاء حول استمرار النظام الملكي.
كما أشارت الصحيفة إلى فضائح الفساد التي طالت نجلته الأميرة كريستينا وزوجها إنياكي أوردانجارين، حيث وجهت للزوج عدة اتهمامات من بينها اختلاس الأموال والتهرب الضريبي ولكنه نفى صلة زوجته أو معرفتها بهذه الأمور.
كما خصصت الصحيفة البريطانية مقالا عن العاهل الإسباني المقبل الأمير فيليبي وتقول إن الملك الجديد هو "أفضل أمل للملكية الإسبانية".
فيما خصصت الصحيفة المحافظة (ديلي تليجراف) مقالا مطولا عن الأمير فيليبي وكتبت "تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش: من يكون الملك الجديد لإسبانيا؟".
بينما نشرت صحيفة (تايمز) صورا للمظاهرات المطالبة باجراء استفتاء حول استمرار النظام الملكي بإسبانيا وكتبت "الجمهوريون يخرجون إلى الشوارع بعد تخلي الملك الإسباني" عن العرش.
وفي ألمانيا، جاء عنوان صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) كالتالي: "نهاية حقبة في إسبانيا"، وأبرزت ضرورة أن يستعيد الأمير فيليبي الصورة الجيدة عن النظام الملكي.
ووصفت الصحيفة المحافظة (فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج) الملك خوان كارلوس بأنه "آخر ملك سياسي" في أوروبا وأنه تمكن من قراءة الإشارات وتعامل بمسئولية من خلال تخليه عن العرش.
فيما جاء عنوان صحيفة (بيلد) "وداعا، للملك الكبير" باللغة الإسبانية حيث أبرزت دوره في فترة تحول إسبانيا إلى بلد ديمقراطي، في حين قالت صحيفة (زون تاجس زيتونج) إنها تتوقع أن يواجه العاهل الإسباني الجديد أوقاتا صعبة.
ومن أبرز الصحف الإيطالية التي كتبت في هذا الشأن، صحيفة "لا ريبوبليكا" التي قالت "الكثير من الفضائح" دفعت بالملك خوان كارلوس للتخلي عن العرش لنجله وولي عهده الأمير فيليبي.
وفي البرتغال، ترى صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن الملك تخلى عن العرش لنجله "لإحياء" الملكية الإسبانية، فيما ربطت صحيفة (كوريو دا مانها) انسحاب الملك "بفضائح الفساد" التي طالت الأسرة الملكية.
بينما سلطت الصحف التركية الضوء على المظاهرات المطالبة بإلغاء النظام الملكي، حيث قالت قناة "NTV" التركية "إسبانيا، غدا ستصبح جمهورية".
وتدوالت الصحف العربية نبأ تنحي الملك عن العرش لنجله وأرجعته لأسباب سياسية لتعزيز التغيير وتسليم الراية لجيل جديد.
إسبانيا على صفيح ساخن ومطالب بحكم جمهوري بدل الملكية
ساعات فقط بعد إعلان العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس عن الحكم لصالح ولي عهده الأمير فيليبي، حتى بدأت الأصوات تتعالى من عدة أطراف سياسية للمطالبة بإجراء استفتاء حول نظام الحكم بإسبانيا والتحول إلى النظام الجهوري بدل الملكية التي فقدت بريقها في العقد الأخير بعد سلسلة فضائح تورط فيها الملك شخصيا وبعض أفراد أسرته.
فقد طالب زعيم اليسار الموحد كايو لارا علنا بإجراء استفتاء يشارك فيه كل الإسبان حتى يتمكنوا من التعبير عن رأيهم في نظام الحكم الأنسب للبلاد والاختيار بين الملكية والنظام الجمهوري الذي سبق وعرفته لفترات قصيرة البلاد في القرن التاسع عشر (1868-1874) و القرن العشرين (1936-1931).
وبدأت أصوات ترتفع حتى من داخل الأحزاب الداعمة تقليديا للحكم الملكي، مثل الحزب الاشتراكي، للمطالبة بإجراء استفتاء للاختيار بين الملكية والحكم الجمهوري.
و خرج آلاف المواطنين في ميدان "بويرتا ديل سول" الشهير وسط العاصمة الإسبانية مدريد للمطالبة بنظام جمهوري واجراء استفتاء على استمرار النظام الملكي.
ودعت المنظمات المطالبة بالجمهورية إلى المظاهرة في أعقاب إعلان العاهل الإسباني خوان كارلوس تنازله عن العرش لابنه ولي العهد الأمير فيليبي دي بوربون.
وشارك في المظاهرة نواب عن حزب اليسار المتحد وسياسيون آخرون.
وقال المنسق العام للحزب اليساري، كايو لارا، "الجمهورية لم تصل بعد، لكنها اقتربت بإعلان الملك تنحيه عن العرش"، مضيفا "حان الوقت ليقول الشعب كلمته حول رغبته في نظام ملكي أم جمهوري".
كما شهد ميدان كتالونيا في برشلونة خروج آلاف المتظاهرين المطالبين بنظام جمهوري، ولاستفتاء حول انفصال كتالونيا الذي يطالب به الإقليم منذ فترة.
وأعلن حزب اليسار الموحد أنه سيتقدم أمام البرلمان بطلب إجراء استفتاء حول نظام الحكم الذي سيختاره الإسبان، لكن العديد من المراقبين يعتقدون أن الأحزاب التقليدية، خاصة الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي المعارض، سيجهضان بفضل الأغلبية النيابية التي يتوفرون عليها أية محاولة لتغيير نظام الحكم.
العاهل الإسباني خوان كارلوس.. رمز التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية
يعتبر العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس رمز التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية في إسبانيا بعد توليه عرش البلد الأوروبي في 22 نوفمبر من عام 1975.
ولد خوان كارلوس، الذي تولى عرش إسبانيا لمدة 39 عاما، في روما في 5 يناير/كانون ثان من عام 1938 أثناء إقامة عائلته في إيطاليا.
وبعد أن عاش العاهل الإسباني، الذي ينحدر نسبه من أسرة بوربون الملكية، فترة من طفولته في إيطاليا وسويسرا والبرتغال حطت أقدامه للمرة الأولى أرض إسبانيا في 9 نوفمبر/تشرين ثان عام 1948 ، حيث عاش بعيدا عن عائلته.
وأكمل العاهل الإسباني دراسته الثانوية في مدرسة سان إيزيدرو في مدريد.
وفي عام 1955 بدأ دراسته الأكاديمية في الكلية العسكرية ليتخرج كطيار عسكري في الفترة ما بين 1957 و1959.
والتحق في عام 1961 بإحدى جامعات مدريد لاستكمال دراسته الجامعية في القانون والفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد.
وفي 14 مايو عام 1962 تزوج من الأميرة صوفيا الابنة الكبرى للعاهل اليوناني الملك باول الأول.
وانجب العاهل الإسباني والأميرة صوفيا ثلاثة أبناء هم: إيلينا (1963) وكريستينا (1965) وفيليبي (1968) الذي أصبح وليا للعهد في 1977.
وفي 22 يوليوز عام 1969 وبناء على مقترح من الجنرال فرانسيسكو فرانكو تم تعيينه من قبل غرفتي البرلمان خلفا له في قيادة الدولة بلقب ملك، أي أنه سيصبح ملكا لاحقا لفرانكو، وفي اليوم التالي أدى اليمين الدستوري وحصل على لقب "أمير إسبانيا".
وكأمراء لإسبانيا زار خوان كارلوس وصوفيا العديد من المدن والمناطق الإسبانية وسافرا بشكل رسمي إلى 36 دولة في أربع قارات كسفراء شرف باسم البلد الأوروبي.
وفي 22 نوفمبر عام 1975 تولى العاهل الإسباني العرش وألقى في اليوم التالي أول خطاباته للأمة، عبر خلاله عن رغبته في أن يصبح "ملكا لكل الشعب الإسباني".
ولعب خوان كارلوس دورا بارزا في الاستفتاء الذي نظم على الدستور في 6 ديسمبر/كانون أول في عام 1978 والذي أمر بإصداره في 27 من نفس الشهر.
وكان للعاهل الإسباني الفضل الأكبر بسبب تدخله الحاسم في عرقلة محاولة انقلابية في 23 فبراير/شباط عام 1981 ما أكسبه احترام وإعجاب مواطني إسبانيا والعالم.
وزار خوان كارلوس جميع المناطق الإسبانية ومدينتي سبتة ومليلية الواقعتين في شمال أفريقيا.
واستخدم أسلوبا جديدا فيما يتعلق بعلاقة مدريد وأمريكا اللاتينية، حيث حضر جميع القمم الثنائية بين الجانبين التي عقدت منذ 1991 باستثناء عام 2013 وعمل على تعزيز تواصل أوروبا بهذه المنطقة التي يتحدث معظم دولها اللغة الإسبانية.
وحصل خوان كارلوس على العديد من الجوائز مثل الجائزة الوطنية للديمقراطية والتعايش عن دوره في تعزيز العلاقات الدولية وترسيخ الديمقراطية في إسبانيا.
كما حصل العاهل الإسباني على العديد من الجوائز الدولية، مثل "ميدالية ناوسين" التي منحتها له الأمم المتحدة في عام 1987 تقديرا لدوره في دعم اللاجئين، وحصل في يناير/كانون ثان عام 1988 على ميدالية مجلس أوروبا.
وكان العاهل الإسباني شغوفا بالرياضة خاصة التزلج وشارك في دورة الألعاب الأوليمبية التي عقدت في ميونخ عام 1972 ممثلا لإسبانيا في سباقات اليخوت.
وخضع خوان كارلوس لعدة عمليات جراحية، كان آخر خمسة منها في الفترة ما بين 2010 و2012 بسبب مشكلات صحية وحوادث متعلقة بممارسة الرياضة.
فيليبي السادس يعود لحمل راية إسبانيا.. ولكن في معترك السياسة
ويعود فيليبي دي بوربون لحمل راية إسبانيا، ولكن في معترك السياسة، بعد أن حمل الراية في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في برشلونة عام 1992.
ودخلت صورة فيليبي تاريخ إسبانيا وهو في مقدمة البعثة الأوليمبية المشاركة في دورة برشلونة، التي شارك في منافسات القوارب الشراعية بها، وحل سادسا.
ولكنه الآن الرجل الأول في الدولة الإسبانية، المهمة التي كان يتم اعداده لها منذ مولده في 30 يناير ثان 1968.
فبعد اتمامه دراسته في إسبانيا، توجه فيليبي، الذي يجيد الانجليزية والفرنسية منذ أن كان في التاسعة، إلى تورونتو، حيث التحق بجامعة لاكفيلد، وأجرى دراسة تعادل دورة التوجيه الجامعي، أنهاها في الثامن من يونيو 1985 وعاد إلى بلاده لينخرط في السلك العسكري.
فقد تلقى تعليمه العسكري في الأكاديمية العسكرية العامة بسرقسطة، والمدرسة البحرية العسكرية والأكاديمية العامة للقوات الجوية، ليصل حاليا إلى رتبة مقدم بقوات المشاة، والمرتبة ذاتها في القوات الجوية فضلا عن كونه قائد فرقاطة.
كما خدم وهو في السن الثامنة عشر على متن السفينة التعليمية خوان سباستيان الكانو، حيث اكتسب خبرته العملية، قبل أن يعود مجددا إلى التعليم المدني.
درس فيليبي الحقوق في جامعة أوتونوما مدريد، قبل أن يقوم بماجستير لمدة عامين في مجال العلاقات الدولية في كلية ادموند ويلش للعلاقات الخارجية بجامعة جورج تاون بولاية واشنطن الأمريكية.
وبعد كل هذه الألقاب، وفي سن الثالثة والثلاثين، أعلن خطبته من الصحفية ليتيثيا أورتيز روكاسولانا، ليعقدا قرانهما بعد أقل من عام، بحضور رؤساء العديد من الدول والحكومات.
وأنجب فيليبي وليتيثيا بنتين، هما ليونور (31 أكتوبر 2005)، وصوفيا (29 أبريل 2007).
ويترأس فيليبي العديد من المنظمات الخيرية، تحمل اثنتان منهما اسمه، هما مؤسسة أمير أستورياس ومؤسسة أمير خيرونا، في حين يقوم سنويا بتسليم جوائز تحمل اسمه أيضا وتكرم الأشخاص النابغين في المجالات الانسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.