فكرت منذ أعوام و هذا العام لماذا لا أملك حبيبة تنضاف إلي نصبي أسافر بين أقطار عينيها أقطن ابتسامتها و تكون دليلي في غياهب الغرام مضى القرن و أتى القرن و قلبي لا زال يتيماً مشردا بلا مأوى يحلم دوماً بحبيبة تجفف له دمع اليتم و تسحبه من دائرة الأيتام هيا قلبي كم أنت وسيم حين أراك شعلة من شوق تشتاق إل دليلة تهديها حباً عظيماً تدق له أجراس الكنائس و تتغنى به الأهرام لا أدري كم ستكون وسيماً حين أراك تبحر في عبراتها و تموت تحت شلالاتها كما مات قيس تحت صيب من الهيام طوبى لك أيها القلب لقد توفقت في اختيارها ماذا عساي أن أقول سبحان رب الأرحام عيناها ضيعتان من عسل أهدابها أشجار زيتون و خذاها بدران ليلة التمام شفتاها كأسا مرجان حبيبتي غابات من رخام حبيبتي عجوز في عز الشباب ميلادها قبل الميلاد جبارة، خجولة تعشق اللثام حبيبتي من برج الثوار تهوى الرشق بالأحجار عربية تعتنق الإسلام حبيبتي إن عطشت عصرت صخراً و إن جاعت أكلت تراباً و ما أحلاه من طعام حبيبتي تقطن عالما بلا عنوان تقطن غارة مرصعة بالغضب بالدموع و بعشق الآلام حاصروها و بكى الحصار وبالا انفجر الحصار على اللصوص، على رواد الإجرام حبيبتي كالعام الهجري متى أهل فلا دقة طبل و لا زغاريد ولا احتفال فما ترى إلا جثث كلمات صفراء في الجرائد و الإعلام كلمات تقول و باحتشام سنة سعيدة وأنتم بخير كل عام مثلما حبيبتى الرعديد يشق الحجاب فوق رأسها و القيد أدمى معصمها و يسقط الخبر مثلما دعسوقة داستها الأقدام هذا العلج نسف ديارها اتلف ضيعاتها كسر محراثها و نهب الأغنام احتس دماءها أكل زيتوناتها ثم قام ينشد البراءة و يتغنى بأغاني السلام هين علي يا رعديد أن اعد النجوم أن احرث البحر أن احمل الأرض على كتفي و أن أشيد قصرًا من الأوهام أن آخي بين القط و الفأر أن أخدش السماء بظفري أن أدفن الرياح و أن أستعبد فرعون الحكام لكن يستحيل و ألف مستحيل أن أترك الحبيبة تدوسها عجلات الأقدام سأظل أهتف باسمها مهما اعتقلوا الحروف وسجنوا الكلمات ومهما صلبوا لغة الكلام ستظل محراب جهادي سأظل أهواها حتى ينتحر الغرام و أرى الشمس والقمر يدعان إلى منصة الإعدام فلسطين و أنا العاشق الصغير أحييك على الانتفاضة أحييك على حب الجهاد أعلنها انقلابا و دروساً لمليار جثة من الأصنام بالمناسبة يا حبيبتي خذي مقلتي حجرتين صيغي ضلوعي بنادق و سيوفاً و سهام خذيني كما أنا و لا تسأليني فالعار لا يمحى إلا بالدماء سلوا الأجيال إلا بعشق الحِمام و النصر يا حبيبتي أراه يهرول يزرع الورود يسقيها بدماء الشهداء و في يده قيثارة ينشد كلمات لعلها العز لأطفال الحجارة