خلف انهيار منزل من أربعة طوابق صباح اليوم الخميس بحي سيدي فاتح بالمدينة العتيقة بالدار البيضاء٬ مقتل أربعة أشخاص على الأقل هم امرأة في السبعينات من العمر وطفلان وشاب٬ حسب آخر حصيلة رسمية٬ ويواصل رجال المطافىء البحث من أجل إخراج ناجين محتملين٬ من ضمنهم أم الطفلين اللذين لقيا حتفهما. وتمكنت عناصر الوقاية المدنية من إخراج والد الطفلين حيا من بين الأنقاض وتم نقله إلى المستشفى٬ وذلك بعد ثلاثة ساعات من الحادث الذي أدى أيضا إلى تضرر ثلاثة منازل أخرى مجاورة. وإثر هذا الحادث، أعرب الملك محمد السادس عن تعازيه لأسر ضحايا حادث الانهيار كما قرر التكفل بمصاريف دفن الضحايا واستشفاء الجرحى، كما أصدر أمره أيضا إلى وزير الداخلية بالتوجه إلى مكان الحادث. وأعلن وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة نبيل بنعبد الله٬ لدى تدخله في بداية أشغال مجلس الحكومة اليوم الخميس بالرباط ٬ عن تشكيل لجنة حكومية برئاسة رئيس الحكومة تضم جميع المتدخلين لمعالجة إشكالية البنايات الآيلة للسقوط . وقد أكد بن عبد الله ٬ في تصريح أدلى به للصحافة قبيل انطلاق اشغال هذا المجلس أن "الحكومة عازمة٬ بعد الحادث المؤلم الذي وقع بالمدينة العتيقة بالدار البيضاء٬ على مقاربة هذا الموضوع باستعجال لإيجاد الحلول اللازمة٬ وذلك استجابة لانتظارات المواطنين بهذا الشأن". وقدم بنعبد الله ٬ بالمناسبة ٬ تعازي الحكومة لأسر ضحايا الحادث٬ مشيرا إلى "الأهمية البالغة التي يوليها الملك محمد السادس للوضع الذي تعرفه المدينة العتيقة بالدار البيضاء٬ مما يستدعي معالجة سريعة للأمر". وأوضح أن القضايا المرتبطة بالمدن العتيقة تستلزم اعتماد مقاربة حكومية تحدد المسؤوليات لمعالجة مشكل الدور الايلة للسقوط المعقد٬ نظرا لارتباطه بالإشكالية القانونية لملكية هذه الدور وبإعادة إسكان الأسر المتواجدة فيها٬ وذلك لتفادي وقوع أحداث مؤلمة أخرى قد تسبب في وفاة مواطنين. وتعاني المدينة القديمة بالدار البيضاء من إشكالية المنازل المهددة بالانهيار٬ من ضمنها 66 بناية بحسب قرارات الهدم٬ فيما يعود تاريخ بناء 79 في المائة من المنازل بها إلى ما يفوق 50 سنة.