فاز باريس سان جيرمان هذا الموسم بكأس الدوري الفرنسي أيضاً بعد حصده لقب دوري الدرجة الأولى، وكما في عام 2003 تأهل مرة أخرى إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، وبالتالي بدأ الباريسيون يشعرون للمرة الأولى أن لهم فريقاً يستطيعون تشجيعه والافتخار به. في البداية، كان هناك نادٍ صغير في باريس يسمى "باريس لكرة القدم" ونادٍ آخر مثله في ضواحي العاصمة يدعى "ستاد سان جيرمان". وفي 1970 امتزجا معاً وأصبح "باريس سان جيرمان". ولم يحدث أي شيء لهذا النادي على مدى أربعة قرون باستثناء فترة وجيزة من النجاح في بدايات تسعينات القرن الماضي. القوة الأوروبية ولكن بعد ذلك وصل إلى المدينة بعض من أغنى الشخصيات في العالم، واشتروا النادي وسددوا ديونه وعرضوا للاعبين أجوراً بملايين عدة من اليورو... وفجأة تغير كل شيء! هذه، باختصار، هي قصة باريس سان جيرمان، وكيف في أقل من ثلاث سنوات أصبح النادي المتواضع القوة الأوروبية. ربما لا يرقى إلى مستوى قطبا مدريد أو نظيرهما في مانشستر، إلا أنه لا يخلفهما كثيراً. إنها حكاية كيف، في كرة القدم، المال هو المهم. اشترى أصحاب النادي القطريين لاعبين كبار، وهؤلاء اللاعبون فازوا بالمباريات. وإنها هي أيضاً قصة باريس – المدينة غير التقليدية في كرة القدم، ولكنها بدأت فجأة اكتساب ذلك. المكان الذي يجب أن يكون "كان لدى الفرنسيون علاقة عجيبة مع كرة القدم"، كما يقول دارين تيولت الذي يقدم برنامجاً تحليلياً عن كرة القدم على القناة الفرنسية "بي إن سبورت" المملوكة أيضاً من قبل القطريين. مضيفاً "إذا كنت قد أوقفت الناس في الشارع وسألتهم من تؤيد؟ فإنهم لا يعرفون عما تتحدث. وفي باريس كانت الطبقة الوسطى والمثقفين ينظرون إلى كرة القدم على أنها شيء رث. ولكن هذا الشيء تغير الآن بفضل نجاح باريس سان جيرمان، حيث أن الجميع يعلنون أنفسهم على أنهم من أنصاره". وأصبح التغيير مرئياً ومسموعاً، ففي ليلة مباراة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لباريس سان جيرمان ضد تشلسي، أمكن سماع الهتافات والآهات خلال النوافذ حول ضواحي العاصمة التي لم يكن يسمعها المرء قط في مثل هذه الأحوال. شعبية متزايدة وإذا تجول المرء في كل أنحاء المدينة، فإنه سيرى العديد من الناس يرتدون قمصان بلون الأزرق والأحمر للنادي الباريسي. وإلى حد كبير هذا هو الشيء الذي يمكن ملاحظته على قدم المساواة في الضواحي التي يقطنها المهاجرون بكثافة. حتى وقت قريب كان اهتمام الباريسيون من أصول المغرب العربي وأفارقة بالنادي ضحيلاً، ربما كانت هناك بعض الاستثناءات، ولكن غلب البيض على قاعدة دعمه، وكان من بين أنصاره اليمين المتطرف الأكثر صخباً وعنفاً. ولكن اختفت العنصرية الآن، وقد حظر المشاغبون من بارك دي برانس، وبدأت قمصان باريس سان جيرمان تحظى بشعبية متزايدة في المناطق التي تسكنها الغالبية السوداء والعربية.