حثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصين، أكبر مشتر للنفط الإيراني، على استخدام نفوذها للضغط على طهران للتخلي عن طموحاتها النووية. وقالت -بعد لقاء مع الرئيس الصيني هو جنتاو في بكين- إن محادثاتهما تطرقت إلى قضية إيران، لكنها اعترفت بأن الصين تعارض فرض حظر نفطي على إيران. يشار إلى أن الصين تستورد 10% من احتياجاتها النفطية من إيران، ووصل حجم وارداتها منها في العام الماضي 555 ألفا، و200 برميل يوميا. لكن محللين صينيين حذروا من الضرر الذي قد يسببه حظر على النفط الإيراني، بسبب صعوبة إيجاد مصادر أخرى للصين. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض حظرا على صادرات النفط الإيراني في الأسبوع الماضي، وقام بتجميد أصول البنك المركزي الإيراني. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي قالت الولاياتالمتحدة إنها سوف تمنع المؤسسات المالية من العمل في أسواق الولاياتالمتحدة إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني. وطالبت ميركل بتعزيز العلاقات التجارية مع الصين، التي هي من أكبر الشركاء التجاريين لألمانيا، لكنها أشارت أيضا إلى المنافسة التي تمثلها الصين، محذرة الدول الأوروبية من انتقال الوظائف في القطاع الصناعي إلى الصين إذا فشلت أوروبا في تعزيز قدرتها على التنافس. ويصاحب ميركل خلال الزيارة وفد اقتصادي رفيع المستوى، يضم رؤساء شركات عملاقة مثل سيمنز للصناعات الإلكترونية، وباسف للصناعات الكيمياوية، وفولكس فاغن لصناعة السيارات، ومصرف كومرتس بنك. ووصلت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي إلى 169 مليار دولار، مسجلة زيادة بنسبة 18.9% بالمقارنة مع العام السابق. وتزور ميركل بكين لإطلاع مضيفيها الصينيين أيضا على جهود أوروبا لانتشال بعض دولها من أزمة الديون السيادية. ويريد الزعماء الأوروبيون من الصين -التي تمتلك نحو 3.2 تريليونات دولار من احتياطيات العملات الأجنبية- المساهمة في صندوق الإنقاذ المالي لأوروبا. وكان رئيس الصندوق كلاوس ريغلنغ قال -خلال زيارة لبكين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- إن الصين ومستثمرين آسيويين آخرين اشتروا نحو 40% من سندات الصندوق منذ تأسيسه في مايو/أيار 2010. وأعرب مسؤولون صينيون بمن فيهم رئيس الوزراء وين جيا باو عن تعاطفهم مع أوروبا في أزمتها المالية، لكنه لم يعلن التزامه بأي مساعدات مالية.