إعتبر الحزب الشعبي اليميني المعارض بإسبانيا، اليوم الثلاثاء، أن الحجاب الذي ترتديه النساء المسلمات هو "تحقير وإهانة للمرأة"، مطالبا المسلمين بإسبانيا وعددهم يفوق مليون ونصف نسمة، أغلبهم من المهاجرين المغاربة، بعدم "فرض شرائع تعود للعهود الغابرة وتحقر المرأة". وفي تصريح للصحافة الإسبانية، قال البرلماني عن الحزب الشعبي ومسؤول قطاع الهجرة، رفا هيرناندو، إن "الحجاب الإسلامي هو رمز لخضوع المرأة للرجل" مشددا على أن "الحجاب ليس فقط تحقير للمرأة بل هو أيضا تحقير للشخص الذي يرى المرأة التي ترتديه". ولم يشر البرلماني الإسباني الذي أدلى بهذه التصريحات في خضم الجدل الذي أثاره منع تلميذة إسبانية من أصل مغربي من استكمال دراستها بعد قرارها ارتداء الحجاب، إلى أن الدستور الإسباني يكفل حرية الإعتقاد والتدين والتعبد، عكس باقي الدول الأوروبية التي شهدت نفس الجدل مثل فرنسا وهولاندا. وانتقذ البرلماني عن الحزب الشعبي الحكومة الاشتراكية الإسبانية التي أكدت على ضرورة إعطاء الأولوية لحق التلميذات المحجبات في التمدرس قبل أي شيء، وهو حق يكفله كذلك الدستور الإسباني لجميع المواطنين بغض النظر عن ديانتهم أو عرقهم. وكانت "أندلس برس" أول من أثار قضية نجوى الملهى أخريف، التلميذة البالغة من العمر سبعة عشر سنة، والتي تتابع دراستها في الصف الأول من التعليم الثانوي والتي لم تكن ترتدي الحجاب من قبل، بعد أن نصحها والدها بالتريث حتى حصولها على الباكلويا. لكنها قررت بداية شهر فبراير الماضي تغيير طريقتها في اللباس ظننا منها أن ذلك يدخل في إطار الحرية الشخصية، ولم يخطر أبدا ببالها أن إدارة المعهد العمومي الذي تدرس فيه ستفصلها عن الدراسة بسبب زيها. وفي تصريح لأندلس برس، قال والد الفتاة، السيد محمد الملهى الزايدي، أن إدارة معهد كاميلو خوسي ثيلا قررت، وفي خطوة تعد سابقة من نوعها في إسبانيا، عزل ابنته عن باقي زملاءها في الفصل ووضعها في فصل انفرادي بينما زملاءها يتابعون الدراسة في فصل آخر. وقد خاض زملاء نجوى في الفصل عدة احتجاجات عبر ارتدائهم لقبعات وكوفيات حتى يتم إرجاع زميلتهم أو فصلهم جميعا عن الدراسة، لكن إدارة المعهد لم تكترث لهذه الحركة الاحتجاجية بل أوقفت عن الدراسة ثلاثة تلميذات أخريات ارتدين الحجاب تضامنا مع صديقتهن. وبالرغم من قرار المعهد حرمانها من حضور الدروس إلا أن نجوى مصممة على مواصلة الدراسة إذ أنها تراجع في بيتها كل المقررات والدروس التي يمدها بها زملاءها بعد خروجهم من الفصل، كما ذكر لنا والدها. وكدليل إثبات لإمعانها في حيفها ضد نجوى وأسرتها، رفضت إدارة المعهد نشر الصور التي تظهر فيها الفتاة المغربية وهي ترتدي الحجاب رفقة زملائها في فريق الهوكي المدرسي على صفحات النشرة الداخلية للمعهد، بالرغم من أن الفريق فاز في البطولة المدرسية لرياضة الهوكي بمشاركة الطالبة المغربية التي تهوى هذا الصنف الرياضي.