عاد وفد الشباب المغربي من كيتو العاصمة الإكوادورية بخفي حنين، حيث نص البيان الختامي للمهرجان العالمي للشباب والطلبة في صالح جبهة البوليساريو بالدعوة إلى التضامن مع "الشعب الصحراوي" من خلال التأكيد حقه "في الحرية وتقرير المصير". بل عاد أيضا بمزيد من إنهاك الدبلوماسية المغربية الموازية على الساحة الدولية. إذ بعد سلسلة مشاركات سابقة سلبية راكمت فيها دبلوماسية الشبيبة المغربية خيبات نتيجة عفوية إعداد لوائح المشاركين من عديمي التكوين في مجال الدبلوماسية والراكبين لعواطفهم وسذاجتهم المغالية في نرجسية الشعارات من قبيل "موت موت ألعدو .. الملك عندو شعبو" أمام خصوم اختيروا بعناية بالغة لكسب المواقف السياسية الدولية. وتبعا لهذه الخيبات تأتي عودة وفد المغرب من كيتو خاوي الوفاض للحيثيات أعلاه وللاديموقراطية الأحزاب السياسية التي كانت ترشح مشاركين على أساس الموالاة لا على أساس الاستحقاق، كل ذلك كبد المغرب خسارة عضوية "الوفدي". حيث تتهم مشاركة وفد الشباب المغربي في أشغال المهرجان الشبابية السابقة بممارسة العنف والاعتداء في العديد من المحطات، ومنها النسخة السابقة للتظاهرة الشبابية العالمية المنظمة بجنوب إفريقيا وقبلها في نسخة الجزائر. إذ خضع المشاركون المغاربة بانفعالية مغالية في المواطنة الساذجة إلى استفزازات شباب البوليساريو إلى اعتماد أساليب وصفت ب"العنيفة". مما جعل وفود العالم تتبرأ من المشاركة المغربية، دون أن يجد وفد الشباب المغربي مناصرة تتدخل لدى رئاسة "الوفدي" لاسترجاع عضويته. وتأكد أن الوفد المغربي الشبابي الذي توجه إلى الإكوادور تمكن عدد محدود منه من حضور المهرجان بعضوية الطلبة، فيما منعت مشاركة الشباب لأن الاجتماع التحضيري الأخير للمهرجان العالمي للشباب والطلبة بالعاصمة الاسبانية مدريد في الفترة من 27 إلى 29 يونيو 2013، جدد التأكيد على طرد شبيبة الأحزاب المغربية من المشاركة في المهرجان. وبهذا الطرد تكون البوليساريو قد ضمنت تأييدا متواصلا لهذا المنتدى، يفسح له المجال لقيادة دبلوماسية موازية شبابية فعالة، حيث تمكنت من عقد لقاءات رسمية مع العديد من الوفود المشاركة في المهرجان، ومنها لقاء مع رئيس الاكوادور ووزير خارجيته ورئيسة البرلمان، ووزيرة الشؤون السياسية في حكومة الاكوادور. كما تمكنت البوليساريو من دعاية إعلامية دولية لتصريف مواقفها الانفصالية طيلة انعقاد المؤتمر عبر محطات فضائية من بينها التلفزيون الاكوادوري، التلفزة الشبابية بكلومبيا والاكوادور "طاو"، مقابلة مع القناة الكوبية، ومع التلفزيون الايراني الناطق بالعربية والاسبانية، وتصريحات لفضائيات فيتنام وكوريا وسوريا.