يعود وفد المنظمات الشبابية الديمقراطية المغربية من جنوب إفريقيا، بعد أن شكل الحدث خلال المهرجان العالمي للشباب والطلبة الذي أقيم هناك، واختتم أمس الثلاثاء. وبالرغم من إقدام اللجنة التنفيذية للفيدرالية العالمية للشباب الديمقراطي «الوفدي»، بضغط من عضوتها الجنوب إفريقية والإسبان وممثل شبيبة الانفصاليين وآخرين، على طرد الوفد الشبابي المغربي من المهرجان قبل يوم من اختتامه، فإن حصيلة الوفد تستحق عنونتها ب «الانتصار»، ولكافة أعضاء الوفد ومنظماتهم الديمقراطية والتقدمية التحية والتقدير والإشادة. إن قدرة المنظمات المذكورة (الشبيبة الاشتراكية، الشبيبة الاستقلالية، الشبيبة الاتحادية، حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية والاتحاد العام لطلبة المغرب) على الاستمرار في المشاركة في مختلف دورات هذا المهرجان العالمي منذ عقود، ومنها من يتولى مسؤوليات في المنظمة الراعية للمهرجان مثل الشبيبة الاشتراكية (منسقة المنطقة العربية) والشبيبة الاستقلالية (المراقب المالي)، هذا وحده يمثل انتصارا وتعزيزا لحضور الصوت الوطني المغربي في مثل هذه المنتديات المدنية الدولية. وبالنسبة لدورة هذا العام في جنوب إفريقيا، فإن دينامية المنظمات الشبابية المغربية داخل مختلف فضاءات المهرجان هي التي أجبرت خصوم المغرب على تعمد الاعتداء الجسدي على شبابنا، وعلى طبخ قرار الطرد من المهرجان، في سابقة لم تشهدها سلوكات الحركة المهرجانية العالمية، وهذه الدينامية الديبلوماسية والسياسية بدورها تجسد انتصارا ثانيا ودرسا لعدد من سفرائنا وبعثاتنا الديبلوماسية، علاوة على أن الدينامية المذكورة وجدت لها مكانا لافتا في عدد من وسائل الإعلام الجنوب إفريقية، ووسط أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد، ما حقق لوفد المنظمات الشبابية المغربية واجهة إعلامية هامة لفضح أعداء وحدتنا الترابية، وكسب تأييد كثير من المنظمات الشبابية والطلابية العربية والإفريقية وغيرها. اليوم، من الواجب على سلطاتنا الديبلوماسية التنويه بشبابنا الوطني المناضل، وإدراج مثل هذه التظاهرات المدنية العالمية ضمن واجهات العمل الديبلوماسي المغربي، بما يعنيه ذلك من إسناد لوجيستيكي ومادي لهذه المنظمات الشبابية، ومساعدتها على التحرك عبر العالم لتعبئة كافة أعضاء «الوفدي» لصالح المواقف الوطنية المغربية، والعمل على إقامة تظاهرات وأنشطة إقليمية ودولية داخل المغرب. ما حدث في جنوب إفريقيا، يجب أن يكون بداية مرحلة جديدة في عمل منظماتنا الشبابية الأربع، إن من خلال ضخ نفس جديد في عملها داخل البلاد، أو من خلال تكثيف تحركاتها، عربيا وإفريقيا وعالميا، وتقوية الحضور وسط «الوفدي» بدل التفكير في أسلوب الكرسي الفارغ. المنظمات الشبابية المذكورة هي التي صارعت على امتداد سنوات وسنوات من أجل تكريس حضورها داخل «الوفدي»، ومنطق النجاعة يحتم دعمها هي لتقويتها، بدل التفكير، بغباء، في صنع كيانات هشة، وإيفادها إلى فنادق بريتوريا من دون أية فائدة.