أربع حالات إغماء بسبب تحرشات وفدي إسبانيا والبوليساريو بالشباب المغربي وشرطة بريتوريا تلقي القبض على أحد الانفصاليين الذين اعتدوا جسديا على مغربي كثف أعضاء من وفدي إسبانيا و(البوليساريو) تحرشاتهم واستفزازاتهم، أمس الأحد ببريتوريا التي تحتضن فعاليات المهرجان العالمي للشباب والطلبة، بأعضاء الوفد المغربي. وقد قام أعضاء وفدي إسبانيا و(البوليساريو) بتعليق لافتة تقارن بين المغرب وإسرائيل في الوقت الذي كان فيه المغاربة يعقدون ورشة حول مخطط الحكم الذاتي، باعتباره خيارا واقعيا وسلميا لتسوية النزاع حول الصحراء. وتدخل المشاركون المغاربة بحزم من أجل نزع اللافتة رافعين شعارات تؤكد على تمسك المغاربة كافة بمغربية الصحراء، مجسدين إجماع والتفاف المغاربة قاطبة، روحا وجسدا، بالقضية الوطنية. وقد أغمي على أربعة مشاركين مغاربة (ثلاث فتيان وشاب) على إثر المناوشات بين الوفد المغربي والانفصاليين المدعومين بأعضاء من الوفد الإسباني، حيث تم نقل الضحايا إلى المستشفى لتلقي العلاجات الطبية اللازمة. إلى ذلك قدم يوم الجمعة الماضي، بجوهانسبورغ مخطط المغرب الرامي إلى منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية ومختلف المنجزات التي حققها المغرب في العديد من المجالات، أمام أعضاء من شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا. وشكل هذا اللقاء مناسبة لأعضاء وفد رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة تم خلالها وضع جرد تاريخي لتطورات النزاع المفتعل حول الصحراء، مؤكدين على أن مقترح الحكم الذاتي، الذي وصفه المجتمع الدولي ب»الجدي وذي مصداقية» يعتبر الطريق الأمثل من أجل تحقيق حل سياسي، عادل ودائم ومتوافق بشأنه بين جميع الأطراف والذي سيمهد الطريق لبناء مغرب كبير وسيعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة. وأوضح الشباب المغاربة أن الانزلاقات الإعلامية وحملات الافتراء والدعاية التي يقوم بها انفصاليو (البوليساريو) بدعم من الجزائر تخفي حقيقة مرة أبطالها الحقيقيون هم المحتجزون في مخيمات تندوف بالتراب الجزائري. وفي هذا السياق، أبرز أعضاء رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة المعانات التي يعيشها المحتجزون في هذه المخيمات، مشددين على مسؤولية الجزائر في استمرار النزاع. وأعربوا عن أسفهم لرفض السلطات الجزائرية السماح للمفوضية العليا للاجئين بإجراء إحصاء لساكنة مخيمات تندوف، التي مازالت محرومة من حقوقها الأساسية. وقال الرئيس المؤسس لرابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، مهدي بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، «أن هذا اللقاء، الأول من نوعه بين هيئة شبابية مغربية وأعضاء من حزب المؤتمر الافريقي منذ 1955، يهدف إلى إقامة شراكة طويلة الأمد»، مضيفا أن أولى لبنات هذا التعاون ستتجلى في المشاركة والتحضير لندوة عالمية حول السلم التي من المرتقب أن تنظم بالمغرب سنة 2011 بحضور وفود تمثل المنظمات الشبابية الديمقراطية الأمريكية والأوروبية. وشدد على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات من أجل تسليط الضوء على عدالة القضية الوطنية و إبراز الانجازات التي حققها المغرب، خاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وترسيخ دولة الحق والقانون. ومن جهته أكد رئيس شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بمدينة جوهانسبورغ، صامويل موتنغي موغان، في تصريح مماثل، أن اللقاء كان مناسبة لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعرف على وجهة النظرالمغربية بخصوص قضية الصحراء. وقال «إلى غاية اليوم، لا نعرف إلا رواية واحدة بخصوص قضية الصحراء، إلا أن مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تسمح لشباب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لتكوين رؤية واضحة حول هذا الملف»، معربا عن رغبته في زيارة المغرب قريبا للمشاركة في الندوة الدولية حول السلم. وفي ما يتعلق بالسبل الكفيلة بتعزيز التقارب بين شباب جنوب إفريقيا ونظرائهم المغاربة، دعا موتنغي موغان البلدين إلى تشجيع مختلف أشكال التبادل من قبيل تنظيم التظاهرات الثقافية وتبادل زيارة بعثات الطلبة والصحفيين. وقد كان هذا اللقاء أيضا مناسبة لاستعراض مختلف أوجه التقدم الذي حققه المغرب خصوصا ما يتعلق بحقوق الإنسان والتنمية البشرية. وتجدر الإشارة إلى أن رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، التي تأسست سنة 2008، تعتبر جمعية تهدف إلى المساهمة في ترسيخ مشروع مجتمعي مغربي عصري وديمقراطي، والنهوض بثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية والدفاع عن القيم المؤسسة للهوية المغربية الأصيلة الجمعية والمنفتحة على القيم الكونية. إلى ذلك، ألقت شرطة جنوب إفريقيا، أول أمس السبت، القبض على أحد الانفصاليين الذين اعتدوا جسديا على المواطن المغربي المقيم ببريتوريا حسن التوري أمس الجمعة أمام الرواق المغربي في المهرجان العالمي للشباب والطلبة. واستطاع المواطن المغربي، الذي ما زال يعاني من آثار الضرب، التعرف على أحد مرتكبي الاعتداء الجبان لتقوم الشرطة بعد ذلك بإلقاء القبض عليه في المركب المحتضن لأنشطة المهرجان المذكور. وكان حسن التوري قد رفع، خلال زيارة قام بها للرواق المغربي بالمهرجان، شعارات مؤيدة للوحدة الترابية للمملكة ولقضيتها العادلة، معبرا بحماس عن تشبث المغاربة بوطنهم الأم، قبل أن يتعرض لاعتداء غادر على يد انفصاليين أمام أنظار المشاركين في المهرجان وزواره. وقد قام المواطن المغربي، الحامل لجنسية جنوب إفريقيا، بتقديم شكاية لدى شرطة مدينة بريتوريا. وكان أعضاء من الوفد المغربي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة المنعقد في بريتوريا، قد تعرضوا بدورهم، مساء يوم الثلاثاء، لاعتداءات وحشية من طرف عناصر محسوبة على ما يسمى ب(البوليساريو). ومن جانبه، أكد عضو اللجنة الدولية المنظمة للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، نبيل الكتري، أول أمس السبت ببريتوريا، أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية الذي تقدم به المغرب، يعد «بارقة أمل» بالنسبة للمنتظم الدولي لتسوية نزاع الصحراء. وأوضح الكتري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوفود العربية المشاركة في هذه التظاهرة الدولية دعت، خلال اجتماع مشترك، كافة أطراف النزاع إلى الجلوس إلى مائدة «الحوار البناء» استنادا إلى الأرضية التي جاء بها المقترح المغربي بهدف إيجاد حل عادل يضمن حقوق الجميع. وأعرب نبيل الكتري من جهة أخرى عن «الاستياء الشديد» للوفود العربية إزاء التصريحات المعادية للمغرب التي أدلت بها قيادة شبيبة الحزب الوطني الإفريقي الحاكم بجنوب إفريقيا، مؤكدا أنه لا «يمكن القبول بالحديث عن التفرقة والتقسيم خلال هذا المهرجان العالمي». ولاحظ، في السياق ذاته، أن المهرجان تحول من بعده النضالي المناهض للإمبريالية إلى أداة لخدمة أجندة بعض الجهات المعادية للقضايا العربية، داعيا إلى مزيد من التقارب والوحدة بين البلدان العربية ل»حماية الحدود من كل تدخل أجنبي». واستنكر نبيل الكتري، الذي يعد أيضا عضوا بالاتحاد العام لطلبة فلسطين، « الاستغلال المشين» لصور معاناة الشعب الفلسطيني من قبل بعض وسائل الإعلام الاسبانية للترويج لجرائم لم تقع بالصحراء المغربية، معتبرا أن «الحرب الإعلامية على الشعب المغربي الشقيق لن تفيد في شيء». من جهته، قال الكاتب العام للشبيبة الشيوعية الشيلية أوسكار أروكا، أمس الأحد ببريتوريا، أن المقاربة التي نهجها المغرب من خلال مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تشكل «خطوة إلى الأمام» نحو تسوية النزاع حول الصحراء. وأعرب أوسكار أروكا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في الدورة ال17 للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، عن أمله في أن «تتم تسوية النزاع حول الصحراء في القريب العاجل من خلال الحوار والمفاوضات». وبعد أن أشار إلى العلاقات الجيدة بين الرباط وسنتياغو، شدد أوسكار أروكا على الدور المهم الذي يمكن أن يضطلع به الشباب في التقارب بين الشعبين. الشبيبة المغربية تجسد ببريتوريا مفهوم «الدبلوماسية الموازية» يقوم أعضاء الوفد المغربي ال150 المشارك في الدورة ال17 من المهرجان العالمي للشباب والطلبة ببريتوريا، بجنوب إفريقيا، بحملة دبلوماسية قوية من خلال تكثيف اللقاءات مع الوفود الأخرى بهدف التعريف بعدالة القضية الوطنية. ولم يستثن أعضاء الوفد المغربي، الذي شكل جبهة موحدة، أي رواق من بين الأروقة ال140 للدول المشاركة في هذا الحدث العالمي من زيارته لشرح مبادرة المغرب لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، التي وصفها المنتظم الدولي ب»الجدية وذات المصداقية». وبنضج سياسي كبير وروح الانفتاح والإنصات للآخر، أبان الوفد المغربي عن علو كعب من خلال تراجع مجموعة من الوفود المشاركة، التي دأبت على الاستماع إلى رواية واحدة حول نزاع الصحراء فقط، عن مواقفها الأولية للتشبث بالحق المغربي في صحرائه وعدالة مطالبه، حتى أنه في بعض الأحيان، يعرب بعض رؤساء الوفود المشاركة عن اقتناعهم بأدلة المغرب وخطابه بعد حوار ونقاش مع أعضاء الوفد المغربي. وتمكن أعضاء الوفد المغربي، بفضل احترامهم وإنصاتهم للآخر، من إعطاء شكل وروح لمفهوم الدبلوماسية الموازية من خلال التعريف بفكرة أن خيار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يبقى الحل الواقعي الوحيد للنزاع حول الصحراء، وبأن خيار دولة مستقلة في الصحراء لم تعد له أية أسس واقعية بتاتا. وقام الوفد المغربي بتوزيع مجموعة من الوثائق والأقراص المدمجة التي تقدم دلائل دامغة تدحض افتراءات أعداء الوحدة الترابية وتظهر بالملموس عدالة القضية الوطنية، في إطار الاحترام والشرعية الدولية. وبالرغم من التحرشات والاستفزازات المتكررة والمقصودة التي برع ممثلو انفصاليي ما يسمى ب»البوليساريو» في كيلها للمغاربة، حافظ أعضاء الوفد المغربي على هدوئهم ورباطة جأشهم في نضج سياسي كبير. وبالفعل، أكدت مجموعة من المشاركين في المهرجان العالمي للشباب والطلبة أن ممثلي (البوليساريو) كانوا مصدر البلبلة في هذا الحدث الدولي، بحيث أنه لم يسلم أي رواق أو وفد من استفزازاتهم «البئيسة» وتصرفاتهم «غير المسؤولة والرعناء». ويشارك المغرب بوفد وازن في هذا المهرجان، يفوق عدد أعضائه 150 مشاركا يمثلون شبيبة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وشبيبة حزب التقدم والاشتراكية، وشبيبة حزب الاستقلال، وحركة الشباب الديمقراطي التقدمي. كما يحضر في المجمل أزيد من 17 ألف شاب من حوالي 140 بلدا في هذا الحدث الدولي الذي ينظم منذ 1947 من طرف الاتحاد العالمي للشباب الديموقراطي بتعاون مع المنظمة الدولية للطلبة. وبالإضافة إلى المواضيع المتعلقة بإفريقيا، أبرز المنظمون أن المشاركين سيناقشون قضايا ترتبط بالحرب والسلم ومقاومة الهيمنة الإمبريالية، كما ستكون المواضيع المتعلقة بالحقوق الاجتماعية والديمقراطية والحريات في قلب النقاش.