قتلت الشرطة الصينية 14 مسلما في إقليم شينغيانغ شمال الصين الذي تقطنه أغلبية مسلمة من قومية الإيغور، كما قتل شرطيان في مواجهات أمس الأحد حسب ما ذكرته وسائل إعلام صينية رسمية، بينما تضاربت الأنباء حول ظروف وملابسات المواجهات. وقال موقع إخباري رسمي في المقاطعة إن الشرطة ردت "بشكل حاسم" على أشخاص هاجموا أفرادها عندما همّوا بالقبض على "مجرمين مشتبه بهم"، وهو الوصف الذي تعطيه السلطات الصينية للمحتجين من أتباع الديانة المسلمة، وإن شخصين اعتقلا وبدأ تحقيق في الأحداث التي وقعت قرب مدينة كاشغر الواقعة على طريق الحرير القديم في إقليم شينغيانغ الذي يتهم سكانه المسلمون السلطات الصينية بالتمييز الديني وإغراق المنطقة بقومية الهان الصينية لتغيير التركيبة السكانية. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن موقع "تيانشانيت" الصيني التابع لحكومة الإقليم، إن قوة من الشرطة كانت تحاول اعتقال مشتبه بهم عندما هاجمتها مجموعة مسلحة بسكاكين وقنابل، فأطلقت عليها النار وقتلت 14 منهم. يذكر أن الحكومة الصينية اتهمت عناصر من مسلمي إقليم شينغيانغ بتنفيذ هجوم ساحة تياننمين قبل شهرين والذي أسفر عن مقتل شخصين وجرح أربعين. وكانت تلك أول مرة ينسب فيها هجوم إلى مسلمي شينغيانغ خارج إقليمهم.
يذكر أن الشهر الماضي شهد مقتل ما لايقل عن تسعة مدنيين وشرطيين في هجوم على مركز للشرطة في نفس المنطقة. ويمتد إقليم شينغيانغ على مساحة شاسعة في شرق الصين ويتمتع بوفرة من الثروات الطبيعية والمياه. علاقة متوترة وقد اتسمت علاقة سكان الإقليم من المسلمين بالسلطات بنوع من التوتر، وحدثت في فترات مختلفة احتجاجات شعبية ومواجهات على خلفية ادعاءات بالتمييز الثقافي وفرض قيود أمنية مشددة. وتنفي الحكومة الصينية اتهامات الناشطين من الإيغور وتقول إن إجراءاتها الأمنية في شينغيانغ تعود لأسباب أمنية تتعلق بما تسميه التشدد الديني والنزعات الانفصالية. وكانت وسائل إعلام صينية قد ذكرت أن عام 2012 شهد 190 هجوما على مواقع للشرطة، وهي "زيادة ملحوظة" عن أعداد عام 2011. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الاتصالات وتبادل المعلومات في شينغيانغ يخضع لرقابة حكومية مشددة، ومن الصعب التأكد من أي معلومة من مصادر مستقلة.