نقلت صحيفة إلموندو هذا الزوال تصريحات للسلطات التعليمية في جهة مدريد، أبدت خلالها دعمها لمدير مؤسسة كاميلو خوسي ثيلا في طرده للتلميذة الإسبانية من أصل مغربي نجوى الملهى بسبب ارتدائها الحجاب. وأكدت أنها لن تتدخل في قضية الطرد، لأن أمرا كهذا تنظمه القوانين الداخلية للمؤسسات التعليمية حسب مرسوم التعايش المصادق عليه في2007. واكدت مديرية التعليم بالجهة، التي يحكمها الحزب الشعبي اليميني، بأنها تدعم القوانين الداخلية التي تقرها المراكز التعليمية "سواء أتاحت هذه الحجاب أم منعته". وأضافت بأنه ليس هناك قانون وطني بهذا الخصوص، و المؤسسات التعليمية هي صاحبة الرأي الأخير في تقرير القواعد الداخلية التي تناسبها. وأكدت مسؤولة التعليم بحكومة مدريد بأن التلميذة نجوى بإمكانها الالتحاق بمؤسسة أخرى بمدريد تبيح قوانينها الداخلية تغطية الرأس، إذا رفضت مؤسسة كاميلو خوسي ثيلا التراجع عن قرارها، مؤكدة ان يوم الثلاثاء القادم سيجتمع المجلس المدرسي لتدارس إمكانية تعديل القوانين الداخلية للمدرسة. وأكدت أنه بالرغم من ذلك فجهة مدريد تعتبر أنه ليس من الملائم أن تذهب التلميذات إلى فصولهن مرتديات الحجاب، و أضافت بأن موقفها الشخصي هو انه "لا ينبغي الذهاب إلى المدرسة بغطاء الرأس لأجل ضمان السير الجيد للعملية التعليمية في المؤسسات". ويظهر أن كل ما قامت به الحكومة المحلية بمدريد بتوجيه هذه الرسالة هو التنصل الكلي من المشكلة، وإرسال إشارات متناقضة تقول لمدرس المؤسسة إصنع ما شئت فأنت في المقدمة وماعلينا نحن إلا ان نصفق لك مهما كان قرارك. أما الحكومة المركزية بقيادة الحزب الاشتراكي فقد اتخذت موقفا أكثر حيادية: فمن جهة قالت وزارة التعليم بأنها تحترم استقلالية المعاهد التعليمية التي لها كل الحرية في سن قوانين داخلية خاصة بها، ولكنها تؤكد من جهة أخرى على "أولوية الحق في التعليم". وكانت "أندلس برس" أول من أثار قضية نجوى الملهى أخريف، البالغة من العمر سبعة عشر سنة، و التي تتابع دراستها في الصف الأول من التعليم الثانوي ولم تكن ترتدي الحجاب من قبل، بعد أن نصحها والدها بالتريث حتى حصولها على الباكلويا، لكنها قررت بداية شهر فبراير الماضي تغيير طريقتها في اللباس ظننا منها أن ذلك يدخل في إطار الحرية الشخصية، ولم يخطر أبدا ببالها أن إدارة المعهد العمومي الذي تدرس فيه ستفصلها عن الدراسة بسبب زيها. وفي تصريح لأندلس برس، قال والد الفتاة، السيد محمد الملهى الزايدي، أن إدارة معهد كاميلو خوسي ثيلا قررت، وفي خطوة تعد سابقة من نوعها في إسبانيا، عزل ابنته عن باقي زملاءها في الفصل ووضعها في فصل انفرادي بينما زملاءها يتابعون الدراسة في فصل آخر. وقد خاض زملاء نجوى في الفصل عدة احتجاجات عبر ارتدائهم لقبعات وكوفيات حتى يتم إرجاع زميلتهم أو فصلهم جميعا عن الدراسة، لكن إدارة المعهد لم تكترث لهذه الحركة الاحتجاجية وتمادت في عقابها للفتاة المغربية التي تعتبر من بين أنجب التلاميذ في المعهد المذكور والمتواجد في بلدية بوثويلو دي ألاركون التابعة لمنطقة مدريد. وبالرغم من قرار المعهد حرمانها من حضور الدروس إلا أن نجوى مصممة على مواصلة الدراسة إذ أنها تراجع في بيتها كل المقررات والدروس التي يمدها بها زملاءها بعد خروجهم من الفصل، كما ذكر لنا والدها. وكدليل إثبات لإمعانها في حيفها ضد نجوى وأسرتها، رفضت إدارة المعهد نشر الصور التي تظهر فيها الفتاة المغربية وهي ترتدي الحجاب رفقة زملائها في فريق الهوكي المدرسي على صفحات النشرة الداخلية للمعهد، بالرغم من أن الفريق فاز في البطولة المدرسية لرياضة الهوكي بمشاركة الطالبة المغربية التي تهوى هذا الصنف الرياضي.