اعتبر رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوص ماريا أثنار، أن الملك محمد السادس أساء التقدير حين طالب إسبانيا بتغيير موقفها من قضية الصحراء واحتلال سبتة ومليلية، مشيرا إلى أن هذا الموقف "ليس سوء التقدير الوحيد التي ارتكبه في علاقته معنا". وأكد خوص ماريا أثنار أن أزمة جزيرة ليلى [أو بيريخيل بالإسبانية] والتي كانت على وشك التحول إلى مواجهة مسلحة بين المغرب وإسبانيا صيف سنة 2002 تعد "أكبر خطأ استراتيجي" ارتكبه محمد السادس، حيث تأثر بالدعم الذي كانت تقدمه له فرنسا. وخصص رئيس الحكومة اليميني الأسبق حيزا مهما للعلاقات المغربية الإسبانية في الجزء الثاني من مذكراته، الذي يحمل عنوان "الالتزام مع السلطة" والذي قدمه أمس الخميس بمدريد، حيث أفصح عن فحوى لقاءات جمعته بالرباط ومدريد مع كل من الملك الراحل الحسن الثاني والعاهل المغربي محمد السادس. ودائما بخصوص قضية احتلال سبتة ومليلية، قال أثنار إن زيارته الأولى إلى المغرب سنة 1996 بعد توليه رئاسة الحكومة ولقاءه بالملك الراحل الحسن الثاني تركت لديه انطباعا جيدا، لكن هذا الانطباع سرعان ما تبدد بعد الزيارة التي قام بها ولي العهد آنذاك محمد ابن الحسن إلى مدريد في العام الموالي. وأشار أثنار إلى أن لقاءه في مدريد مع محمد السادس عندما كان وليا للعهد، "لم يكن بالسهل" حيث طالبه العاهل المغربي بتغيير موقفه من قضية الصحراء وفتح نقاش حول مطالب المغرب باسترجاع سبتة ومليلية. وأكد رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق أنه رفض مطالب محمد السادس جملة وتفصيلا معتبرا أن "المغرب لم يفهم نوايا وأهداف الحكومة الإسبانية. لم يكن ليس سوء التقدير الوحيد التي ارتكبه في علاقته معنا". وخلال زيارته الثانية للمغرب في أبريل 1998، التقى أثنار مع الملك الراحل الحسن الثاني ثلاثة أشهر فقط قبل وفاة هذا الأخير. وكان الحديث عن سبتة ومليلية "أكثر صعوبة" من اللقاء الذي جمعه بولي العهد في مدريد، يضيف أثنار. "في لحظة من اللحظات، يقول أثنار، تفوه الحسن بكلمة حرب. بالطبع ليقول أن بلاده لن تعلن الحرب بخصوص هذه المسألة. لكن كلامه كان خارجا عن الموضوع مما دفعني إلى الرد: موقفك جيد ولكن إذا أعلن المغرب الحرب على إسبانيا فسيخسرها". واتهم أثنار الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك بالوقوف وراء الضغوط المغربية على إسبانيا بخصوص سبتة ومليلية وكذا بمنع الإسبان من اصطياد السمك في المياه المغربية.