سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حزب الأصالة والمعاصرة انتقد حكومة مدريد في وقت سابق على خلفية قضايا عالقة أمينه العام بيد الله أجرى في الرباط مباحثات توديع مع سفير إسبانيا المنتهية مهمته
يقوم لويس بلاناس، سفير إسبانيا المنتهية مهمته في المغرب، بزيارات وداع ومجاملة لعدد من المسؤولين المغاربة قبل مغادرته الرباط. ويباشر بلانس مهامه الجديدة بوزارة الخارجية الإسبانية، مسؤولا عن ملف التعاون والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وهو المنصب الذي يعتبر ترقية لبلاناس الذي سبق له أن اشتغل قريبا من المفوضية الأوروبية في بروكسيل. وفي هذا السياق، زار الدبلوماسي الإسباني، محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي) وأمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، المصطف حاليا ضمن قوى المعارضة مع أن مؤسسه هو فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية وأحد رفاق الدراسة للملك محمد السادس. وحسبما نشر في الصحافة الإسبانية، فإن بلاناس وبيد الله، استعرضا العلاقات المغربية الإسبانية التي اتفقا على وصفها بالممتازة، والتي بذل السفير المغادر جهودا من أجل إبقائها على مستوى معقول حال دون تدهورها، رغم الأزمات التي واجهت البلدين منذ عودة الاشتراكيين إلى السلطة في مدريد عام 2004 وهي العودة التي سبق أن حياها ملك المغرب في حينها، وأمل في قيام علاقات بديلة لما كانت عليه في ظل عهد حكومة اليمين التي رأسها خلال ولايتين زعيم الحزب الشعبي السابق خوصي ماريا أثنار، الذي كاد أن يدخل في نزاع مسلح مع المغرب في غضون صيف 2002 على خلفية الخلاف الذي انفجر فجأة بين الرباطومدريد بسبب جزيرة ليلى بيريخيل الصخرية المهجورة المحاذية للشواطئ المغربية في البحر الأبيض المتوسط شمال البلاد. وكان الاشتراكيون الأسبان قد مدوا أياديهم إلى المغرب، معبرين عن الرغبة في تمتين العلاقات بين البلدين الجارين، لكن الاشتراكيين، على الرغم من تطور ملحوظ في العلاقات وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري، لم يكونوا على الصعيد السياسي، أفضل من الحزب الشعبي الذي انتقل إلى المعارضة، ففي عهدهم زار خوصي لويس ثباطيرو رئيس الوزراء مدينتي سبتة ومليلية ، ليس بصفته الحزبية أو الشخصية وإنما كممثل للدولة الإسبانية، وهو أمر أغضب المغرب وتقبله على مضض. ولكن الذي أثار غضب الرباط والمغاربة عموما أكثر الزيارة التي قام إلى المدينتين عاهل إسبانيا خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا نهاية العام2007. ولم تكن ملكة إسبانيا وقد أصبحت مؤلفة ،ودية حيال ملك المغرب الراحل الحسن الثاني الذي وصفته في مذكراتها بأنه كان متوجسا من الإسبان لا يثق فيهم ولا في طعامهم خلال زياراته لإسبانيا.وهي ملاحظة اعتبرت معيبة في حق ملك غادر الحياة وارتبط بصداقات وثيقة مع العرش الإسباني، وخاصة وأن الملكة صوفيا ليست لها أية سلطة أو صلاحيات سياسية تبيح لها إصدار أحكام قيمة على شخصيات سياسية أجنبية بحجم رؤساء الدول، بل إن الملكة ذهبت بعيدا في اتهامها للملك الحسن الثاني حيث أوردت في مذكراتها أنه أراد أن ينصب لزوجها الملك خوان كارولوس فخا حين دعاه لزيارة سبتة ومليلية المحتلين ووعده بتخصيص استقبال شعبي له.فما كان من الملك الإسباني إلا أن رد على صديقه ملك المغرب: كيف تدعوني لزيارة مدينتين إسبانيتين؟ ويترك بلاناس سفارة بلاده في الر باط لدبوماسي جديد مثل بلاده في البرتغال، سيباشر عمله في العاصمة المغربية مع طاقم جديد من موظفي السفارة، إذ جرت مناقلات واسعة بين موظفي السفارة الذين عملوا إلى جانب بلاناس الذي يحظى بعطف وثقة وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس وهو الذي أبقاه في المغرب لمدة عشر ست سنوات بل إنه رشحه لتولي منصب رئيس الاستخبارات الإسبانية. يذكر أن رئيس مجلس المستشارين، وهو طبيب من الصحراء، درس في إسبانيا، وبالتالي فإنه يجيد لغة البلاد. وبينما تندرج زيارة بلاناس للشيخ بيد الله، ضمن إطار المجاملات الدبلوماسية، فلا يستبعد أن يكون الرجلان بحثا الجانب الآخر من ملف العلاقات أي الحزبية خاصة وأن حزب الأصالة والعاصرة، انتقد الحكومة الإسبانية بشكل قوي في وقت سابق على خلفية قضايا وملفات خلافية بين البلدين من قبيل مطالبة المغرب إسبانيا بالجلاء عن الأراضي التي ما زالت تحتلها في شمال المغرب.