قال أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، "إن الدستور في المغرب ليس كافيا، لأن السياسة العملية الفعلية المغربية تنفذها جهات أخرى غير الحكومة المنتخبة". وأضاف عصيد، الذي كان يتحدث أمس في ندوة حول موضوع الأمازيغية ما بعد الترسيم في مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط، أن الدولة المغربية "تعمل بالشفوي وتعرض المكتوب للآخرين فقط والدليل هو أن الممارسات السياسية تتم خارج الدستور". وبخصوص تأخر صدور قانون تنظيمي للأمازيغية بعد ترسيمها في دستور 2011، قال أحمد عصيد إن السبب هو " عدم انسجام الحكومة في داخلها بالإضافة إلى صراع حزب العدالة والتنمية داخل دواليب الدولة الذي لم تكن نتائجه لصالح الحزب". من جانبه، اعتبر فؤاد أبو علي، رئيس الائتلاف من أجل اللغة العربية، أن الدستور لا يحل إشكال الأمازيغية، مضيفا أنه "لو كان الدستور قادرا على حله لحل إشكال اللغة العربية منذ زمان". وأكد أبو علي أن المشكل يكمن " في تعامل السلطة مع القضايا الهوياتية بما فيها اللغوية". وفي سياق حديثه عن ترسيم الأمازيغية، أبدى رئيس الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية وعضو حزب العدالة والتنمية تخوفه من تكرار النموذج الجنوب أفريقي في المغرب بسيطرة الفرنكوفونية، " حيث ماتت فيه اللغات المحلية بعد نقاشات طويلة وأصبحت الإنجليزية هي المسيطرة". من جهته، قال الباحث والمعتقل السياسي السابق محمد أمين الركالة، " إن من يريد أن يدافع عن الأمازيغية حقا عليه أن يذهب إلى المناطق المهشمة كأيت حديدو وخنيفرة ليرى معاناة الأمازيغ هناك". وانتقد الركالة تدريس اللغة المعيارية الأمازيغية عوض اللغات الأمازيغية المتعددة في المغرب، حسب تعبيره. كما اعتبر اللغة الأمازيغية المعيارية "لغة رابعة وغريبة تنضاف إلى اللغات الأمازيغية بالمغرب".
وجوابا على ملاحظة أحمد عصيد بخصوص تصويت الأحزاب المغربية بالإيجاب لتدريس الأمازيغية بحرف تيفيناغ، قال الركالة إنه " من الطبيعي جدا أن الأحزاب حينما ينادي عليها الملك للقصر لكي يسألها عن الأمازيغية المعيارية أن تقوم بتمرير ما يريده". واعتبر الركالة ان الإطار الأنجع لحل مسألة الأمازيغية هو الجهوية، لأنها ستسمح، حسب ذات المتحدث، "بتعزيز التواصل أكثر باللغات الأمازيغية الثلاث المعروفة لا المعيارية المصطنعة". وردا على فكرة "الأمازيغية المصطنعة"، قال أحمد عصيد إن " إن اللغة الأمازيغية المعيارية التي تدرس ليست مصطنعة، بل فقط تم استخراج كلمات جديدة للأشياء المخترعة حديثا كما تفعل باقي لغات العالم بما فيها العربية"