قبل بضعة أسابيع أكد الدبلوماسي الإسباني ماكسيمو كخال، المقرب من الحزب الاشتراكي الحاكم، أن إنشاء دويلة في الصحراء كما تطالب بذلك جبهة البوليساريو، يشكل تهديداً لأمن إسبانيا و اليوم تنشر جريدة "أبيثي" اليمينية تحقيقاً عن غياب الدولة و القانون بمنطقة الساحل و الصحراء و خطورة الوضع .الأمني في هذه المنطقة الحساسة وكتب المبعوث الخاص لجريدة "أبيثي"، لويس دي فيغا، في مقال تحت عنوان "القاعدة تحقق نصراً في منطقة الساحل"، أن هذه المنطقة "أصبحت خالية من القانون، مثل أفغانستان وباكستان أو الصومال" كما جاء على لسان وزير الدفاع و الرئيس الأسبق لأجهزة الاستخبارات في مالي، بوبيي مايغا. و شددت الجريدة على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من الدول الغربية تسعى إلى تجنب خلق يمن آخر أو أفغانستان آخر في منطقة الساحل، و ذلك عبر مساعدة جيوش وحكومات المنطقة، "ولكن لحدود الساعة فتجار المخدرات و الإرهابيون هم من يحقق انتصارات". و يذكر لويس دي فيغا أن الجهاديين العائدين من الحروب في لبنان وأفغانستان والشيشان في التسعينات عادوا إلى بلادهم من شمال أفريقيا ، حيث تمكنوا في نهاية عام 2006 من تعزيز صفوف ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وحتى قبل ولادة هذه العلامة التجارية، أنشئت في الجزائر الجماعة السلفية للدعوة والقتال وكان أحد أهدافها الرئيسية بسط سيطرتها على منطقة الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل، وخاصة موريتانيا ومالي والنيجر. و يتحدث التقرير عن العلاقات الوطيدة التي نسجتها عصابات تجار المخدرات القوية و المهربون و الجماعات المتطرفة مع بعض أعيان القبائل، و ذلك عبر الزواج من نساء من قبائل الرحل من أجل كسب مودتهم و ثقتهم. فهل سيقتنع اليمين الإسباني بخطورة ظهور دويلات ضعيفة بالمنطقة و بأهمية تحسين العلاقات بين دول المنطقة المجاورة لهذه البقعة مثل المغرب و الجزائر وموريتانيا؟ أم أن سياسة فرق تسد ستظل المعيار الأول الذي يحكم العلاقات مع دول المغرب العربي؟