بعد ثلاثة أعوام عن فوزها باستضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم، هاهي قطر تترقب نتائج المكتب التنفيذي للفيفا، المجتمع الخميس والجمعة في زيوريخ، بشأن نقل المنافسة الدولية من الصيف إلى الشتاء أو حتى نقلها ل "مكان آخر". بينما كثرت الانتقادات الموجهة لقطر في الفترة الأخيرة. هذا ويناقش الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) خلال اجتماع لمكتبه التنفيذي الخميس والجمعة في مدينة زيوريخ السويسرية عدة قضايا من بينها نقل تنظيم كأس العالم قطر 2022 من الصيف إلى الشتاء، أو نقلها ل "لمكان آخر" كما اقترح رئيس الاتحاد الانكليزي غريغ دايك. ومن المرجح أن يتم تأجيل الحسم في هذه المسألة لموعد غير مسمى بسبب تضارب المواقف داخل الاتحاد الدولي، إضافة إلى بروز نقاط إضافية في الملف آخرها اتهام قطر بالعبودية. وأمام الانتقادات اللاذعة الموجهة لهم، رد القطريون بصمود وثبات. قطر "على أتم الاستعداد" لاستضافة كأس العالم في الصيف أو الشتاء وعشية انعقاد اللجنة التنفيذية للفيفا، استبقت اللجنة العليا لقطر 2022 الأحداث ونشرت بيانا قالت فيه إنها "على أتم الاستعداد" لاستضافة المنافسة سواء في الشتاء أو الصيف. وقال أمينها العام حسن الذوادي: "بذلنا الكثير لنبرهن أننا قادرون على (..) تنظيم بطولة مميزة في فصل الصيف، وإذا ما تقرر تغيير موعد الاستضافة، فإننا على أتم الاستعداد لهذا التغيير..". وأمام الانتقادات المتعلقة بحر الطقس في شهري يونيو/حزيران وتموز/يوليو [وهما موعد إجراء كأس العالم] وانعكاساته على اللاعبين والأنصار، شدد الذوادي على أن "التزام [قطر] بتطوير تكنولوجيا التبريد مستمر". واضطرت اللجنة إلى تصعيد لهجتها نظرا لكثرة التصريحات والمواقف المعارضة لإقامة الكأس العالمية 2022 صيفا. وآخر من عبر عن ذلك رئيس الفيفا ذاته السويسري جوزيف سيب بلاتر، معتبرا في مقابلة أجراها في مطلع أيلول/سبتمبر الماضي مع موقع "أنسايد ورالد فتبول" أن "اختيار دولة قطر لتنظيم فعاليات مونديال 2022 ربما لم يكن الخيار الأنسب"، مشيرا إلى أن الفيفا كان قد ارتكب "غلطة وقتها". بلاتر تحدث عن "غلطة" والانكليز لأول مرة يلمحون إلى نقل المنافسة خارج قطر التغيير في موقف بلاتر كان طعنة في الظهر بالنسبة إلى القطريين، لأن رئيس الفيفا كان قبل هذا التاريخ متمسكا بإقامة البطولة في موعدها المحدد، مختلفا في ذلك مع رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني. وظل الأخير منذ البداية ضد تنظيم المونديال في الصيف، وقال في نهائية العام 2012 بدبي: "كنت وما زلت من أكبر الداعمين لإقامة مونديال 2022 في الشتاء وليس في الصيف". وأضاف: "يجب أن نبحث عن أفضل فصل ملائم للجمهور واللاعبين والمدربين والصحافيين، لأن من شأن ذلك أن يعود بالنفع على الجميع". تصريحات بلاتيني تعكس مواقف الاتحادات الأوروبية الكبرى وأبرزها انكلترا وألمانيا. هذا البلدان لم يعارضا إقامة مونديال 2022 في الصيف فحسب بل حتى تنظيمه في الشتاء، متذرعان بتأثر برنامج بطولتيهما المحليتين بذلك. غريغ دايك، رئيس الاتحاد الانكليزي، ألمح إلى لزوم سحب البطولة من قطر. وقال في تصريح لقناة "بي. بي. سي." بأيلول/سبتمبر الماضي إن "الفيفا أمام خيارين: أو تغيير موعد البطولة أو تغيير مكان إقامتها ونقلها إلى مكان آخر". من "شراء" المونديال إلى الاتهامات ب "العبودية" ولكن قطر اعتادت مواجهة الانتقادات والاتهامات. فبعد أيام قليلة من فوزها باستضافة مونديال 2022 في 2 كانون الأول/ديسمبر 2010، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تحقيقا يتهمها بدفع رشاوى من أجل كسب التصويت في الفيفا. وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأرجنتيني تلقى من الدوحة 60 مليون يورو من أجل دعم ترشيحها، علما أن خوليو غروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني هو في الوقت ذاته نائب رئيس الفيفا. وفي كانون الثاني/يناير 2013، نشرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية ملفا تلمح فيه من دون أي أدلة قاطعة إلى دفع قطر رشاوى لأصحاب القرار في الفيفا وإلى بعض اللاعبين السابقين والداعمين لملفها أبرزهم زين الدين زيدان وبيب غوارديولا. وآخر حلقة في مسلسل الاتهامات ما جاء في تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية يحمل الدوحة مسؤولية وفاة 70 عاملا نيباليا في مواقع بناء المنشآت الرياضية لمونديال 2022. وكانت سفيرة نيبال وصفت قبل ستة أشهر على ال "بي. بي. سي." قطر بأنها "سجن مفتوح" لآلاف العمال النيباليين. وتشير إحصاءات إلى أن نسبة النيباليين بين اليد العاملة الخارجية في قطر تصل إلى 40 في المائة. هل يحق للفيفا سحب تنظيم المونديال من قطر؟ وفي خطوة منه لإخماد الجدل، أدلى حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا لقطر 2022 بتصريح ل "فرانس برس" قال فيه: "لن يكون هناك أي نقاش على الإطلاق في ما يتعلق بحقنا في تنظيم كأس العالم.. وكما هو واضح في الأجندة التي أذاعها الاتحاد الدولي فإن النقاش سيتمحور على تحديد موعد البطولة وليس أي شيء آخر". ويبقى السؤال هل يحق للفيفا سحب تنظيم المونديال من قطر؟ الإجراءات القانونية تسمح للاتحاد الدولي سحب التنظيم من أي بلد شريطة أن يتقدم بطلب لإعفائه عن عبئ الاستضافة أو في حال تبين عجزه ماليا عن ذلك.