قال سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون، إنه " يجب تأطير العلاقات ذات العمق التاريخي الكبير بالمصالح التي تثبت المواقف الأمريكية وتجنب المغرب تغيراتها المفاجئة كما وقع في قضية الصحراء" وحرص العثماني على تبسيط الفكرة بالقول إن"أي إنسان عادي لا يمكنه أن يستمر في علاقة ما إذا لم يكن مستفيدا منها أو على الأقل لا يخسر فيها". وميز العثماني خلال ندوة" العلاقات المغربية الأمريكية بين الواقع والبحث عن خيارات جديدة"، التي نظمها مرصد تحليل السياسات بشراكة مع مركز تواصل الثقافات مساء الثلاثاء 25 يونيو الجاري، بين العلاقات المغربية الأمريكية خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما وولايته الثانية ، معتبرا أن هذه العلاقات كانت في حالة جيدة خلال الولاية الأولى لأوباما " وتمتع المغرب بموقع متميز في السياسة الخارجية الأمريكية سببه أن المغرب استطاع خلال الثورات التي عرفتها المنطقة العربية، لقيامه بإصلاحات سياسية في ظل الاستقرار، وهو ما كان له أثر في التوجهات الخارجية الأمريكية". وأضاف العثماني أن المرحلة الأولى تميزت بدعم الديمقراطية في المنطقة العربية معتبرا أن الأمريكيين " كانوا يقيسون بهذا المقياس مما أثر ايجابيا في العلاقات الثنائية"، أما المعطى الثاني الذي جعل المغرب مرتاحا خلال الولاية السابقة لأوباما، يقول العثماني فهو شخصية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون" هذه الاخيرة كان لها دور كبير في تحسين هذه العلاقات علاوة على المستوى الجيد لعلاقات زوجها بالمغرب .. "هيلاري تحب المغرب ولها علاقات عاطفية معه، وبالتالي أعطت أهمية خاصة للعلاقات مع بلادنا". وبخصوص المرحلة الثانية أقرّ العثماني بوقوع تحولات كبيرة"أولها أن المنطقة لم تعد أولوية لدى الخارجية الأمريكية، بل أصبح ملف القضية الفلسطينية أولا ثم يليه ملف سوريا ثانيا، كما أن الأزمة الاقتصادية التي يمر منها العالم أثرت أيضا حسب العثماني على العلاقات بين البلدين " فواشنطن تحسب حساباتها في جميع أنحاء العالم .. لهذا فالمبادلات ضعيفة والعوائق عديدة تحول دون إتمام اتفاقية التبادل الحر والمعاملات التجارية". ومن جهته أبرز لحسن حداد وزير السياحة خلال مداخلته في الندوة نفسها أن المغرب ليس موجودا على الرادار الأمريكي بصفة دائمة وليس من الأولويات في واشنطن، قائلا:" المغرب ليس على رادارات صانعي القرار بل هو موجود على مستوى ضيق في الخارجية الأمريكية، أولا لأنه ليس قوة اقتصادية ولا عسكرية وليس في منطقة تستدعي الاهتمام الكبير، وإن كان هذا الوضع بدأ يتغير ويمكننا أن نستغله بفعل التطورات الجارية في الساحل".