تواجه حكومة ائتلاف المحافظين والليبراليين الديمقراطيين في بريطانيا شبح انقسامات عميقة جديدة٬ وذلك عقب رفض الليبراليين الديمقراطيين مخططا كشفت عنه٬ أمس الأحد٬ وزيرة الداخلية تيريزا ماي٬ ويروم مكافحة التطرف ووضع آليات جديدة لمراقبات التنظيمات التي تحث على العنف. ويتوخى المخطط٬ الذي يأتي في سياق تداعيات مقتل جندي بريطاني الأسبوع الماضي بلندن على أيدي متطرفين٬ تعزيز عمليات مكافحة تطرف الشباب والتصدي له لاسيما عبر مراقبة وثيقة وصارمة للمواقع التي تحث على ذلك على شبكة الانترنت. وحذرت وزيرة الداخلية٬ في معرض تقديمها للمبادرة الجديدة٬ من أن آلاف الشباب في بريطانيا يواجهون خطر اعتناق أفكار متطرفة٬ مشيرة إلى أن من شأن هذه الوضعية أن تؤدي إلى تنامي العنف المتطرف. ودعت إلى إقرار تشريع بريطاني لمواجهة تطرف الشباب. وقالت تيريزا ماي إنه يتعين على المصالح الأمنية ووكالات الاستخبارات الحصول على حق الولوج إلى المعطيات الالكترونية من أجل النجاح في مهمتها الرامية إلى مواجهة التطرف. وأشارت رئاسة الوزراء البريطانية من جهة أخرى إلى أن الآلية الجديدة ستقوم على أساس استراتيجية "المنع" التي وضعتها الحكومة العمالية السابقة للتصدي للتطرف. وكانت حكومة ائتلاف المحافظين والليبراليين الديمقراطيين قد باشرت سنة 2011 عملية مراجعة لهذه الاستراتيجية من خلال تقليص الاعتمادات المالية المرصودة لها من 63 إلى 36 مليون جنيه استرليني سنويا. ويواجه المخطط الجديد خطر الاعتراض من طرف نيك كليغ نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين٬ الذي أشار إلى أن الاجراءات المقترحة لا توفر أي جواب بخصوص الاعتداء الذي أسفر عن مقتل الجندي البريطاني. وقال متحدث باسم نائب رئيس الوزراء إن المصالح الأمنية تتوفر على ما يكفي من السلطات والصلاحيات لتعقب الاتصالات بين المجموعات الإجرامية والإرهابية. وتعالت أصوات من داخل حزب المحافظين٬ في أعقاب "فيتو" نيك كليغ٬ مطالبة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بتجاهل الائتلاف الحكومي والتنسيق مع المعارضة ممثلة في حزب العمال من أجل الحصول على الأصوات الكافية للمصادقة على المخطط الجديد. وقال مايكل هوارد٬ الزعيم السابق لحزب المحافظين٬ "إذا رغب الليبراليون الديمقراطيون في الحفاظ على مواقعهم٬ فإن على المحافظين البحث عن دعم العمال"٬ مضيفا أنه "يتعين على رئيس الوزراء العمل لما فيه مصلحة الوطن من أجل حماية الشعب من الاعتداءات المروعة". وكان مقتل الجندي لي ريغبي٬ يوم الأربعاء الماضي بالسلاح الأبيض قرب ثكنته في حي وولويتش (جنوب شرق لندن)٬ قد أثار موجة من الغضب في أوساط الرأي العام البريطاني والجالية الإسلامية ضد المجموعات المتطرفة. وبادرت الجمعيات الإسلامية٬ ومن بينها المجلس الإسلامي البريطاني ٬ إلى إدانة الاعتداء محذرة من خطر السقوط في التعميم وتشويه صورة المسلمين.