وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إثر اجتماع أزمة حول مقتل جندي في وضح النهار في لندن، الجريمة التي ارتكبها شابان يتبنيان شعارات يطلقها الإسلاميون المتطرفون بأنها ليست مجرد "هجوم على بريطانيا"، لكنها أيضا "خيانة للإسلام"، مؤكدا أن التطرف "سيهزم عبر البقاء موحدين". رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون (خاص) قال كاميرون في تصريح للصحافة من مقر الحكومة "لم يكن الأمر مجرد هجوم على بريطانيا وأسلوب حياة البريطانيين. إنه أيضا خيانة للإسلام وللمجتمعات المسلمة، التي تقدم إسهامات كبيرة لبلادنا. ليس في الإسلام ما يبرر مثل هذا العمل الفظيع". وأضاف "سنهزم التطرف عبر بقائنا متحدين وعبر دعم أجهزة الشرطة لدينا وأجهزة الأمن وقبل كل شيء عبر تحدي خطاب التطرف المسموم". وذكر بأن الإرهاب "أودى بحياة مسلمين أكثر من (المنتمين إلى) أية ديانة أخرى". ومساء الخميس، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الجندي المقتول الأربعاء خدم في أفغانستان في العام 2009. وأشارت إلى أن الجندي ويدعى لي ريغبي انضم إلى الجيش في العام 2006، وكان عضوا في الكتيبة الثانية في الفوج الملكي للرماة. وأشار اللفتانت كولونيل جيم تايلور في البيان إلى أن الضحية كان عازف إيقاع موهوبا وجنديا مدفعيا محاربا ومميزا خدم بتميز في أفغانستان وألمانيا وقبرص. وكانت رئاسة الحكومة البريطانية أعلنت منذ مساء الأربعاء عن تعزيز الأمن في الموقع العسكري في وولويتش الحي الواقع جنوب شرق لندن، حيث وقعت الجريمة، وفي كل ثكنات العاصمة البريطانية. وعقدت اللجنة الأمنية "كوبرا" اجتماعا صباح أول أمس الخميس، ضم إلى رئيس الوزراء، وزيرة الداخلية تيريزا ماي، ووزير الدفاع فيليب هاموند، ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون، ورئيسي جهازي الاستخبارات الداخلية (ام آي5)، والاستخبارات الخارجية (ام آي 6) ورئيس الشرطة (سكتلنديارد) وخبراء في الأمن. وتناولت المحادثات خلال هذا الاجتماع خصوصا "تماسك المجموعات" المختلفة في بريطانيا، وأشارت أوساط رئيس الوزراء إلى أن "القوة والاتحاد" في إدانة الجريمة من جانب "المجتمع المسلم" لقيا "ترحيبا من جانب الوزراء". من جانبه اعتبر رئيس بلدية لندن أن "المسؤولية (عن هذا العمل) تقع بالكامل على الفكر الملتوي والمختل لمرتكبيه". وأكدت مصادر عدة بسب وسائل الإعلام البريطانية أن مرتكبي الهجوم معروفان من القوى الأمنية قبل الجريمة، في فرضية تحدث عنها ديفيد كاميرون من دون ان يعلق عليها. ونقلا عن ناشط إسلامي معروف هو انجم شوداري الذي كان الذراع اليمنى للشيخ الإسلامي عمر بكري فستق في المنظمة الإسلامية المتشددة المحظورة في بريطانيا "المهاجرون"، حددت وسائل إعلام هوية المعتدي الظاهر في تسجيل فيديو على انه مايكل اديبولاجو الشاب البالغ 28 عاما. وأكد شوداري انه يعرف اديبولاجو باسم "مجاهد" وهو بريطاني من أصل نيجيري اعتنق الإسلام في العام 2003. وقد توقف عن التردد على مجموعات إسلامية متشددة، منذ عامين. وقالت الشرطة إنها قامت، صباح أول أمس الخميس، بعمليات تقتيش في منزل في لينكولنشاير شمال شرق انجلترا. وتحدثت وسائل الإعلام عن عمليات تفتيش أخرى خصوصا في غرينيتش. وتم وضع أكاليل من الزهر ورسائل تعزية بالقرب من مكان الجريمة. وبعد ظهر الأربعاء، قام شابان أسودان بقتل جندي بريطاني في وسط الشارع في جنوب شرق لندن بطعنات سكين وضربات ساطور وتركاه ميتا في وسط الشارع، وبقي المهاجمان بعد ذلك في مكان جريمتهما ودعوا المارة إلى تصوير المشهد بكاميراتهم أو بالفيديو.