اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن مقتل جندي في لندن والتمثيل بجثته "خيانة للإسلام" وليس مجرد "هجوم على بريطانيا". وكانت الشرطة البريطانية قد أطلقت النار على رجلين في العشرينيات من العمر قتلا جندياً من قوات الخيالة التابعة للقصر الملكي وقطعا رأسه بساطور وتركاه ميتا في وسط الشارع الذي يقع بالقرب من ثكنة ووليتش الواقعة جنوب شرق لندن، في هجوم اعتبرته الحكومة "إرهابياً". وبعد إصابتهما بجروح ألقت شرطة أسكتلنديارد القبض على الشخصين اللذين بقيا في مكان جريمتهما ودعوا المارة إلى تصوير المشهد بكاميراتهم أو بالفيديو، ثم نقلا إلى المستشفى تحت حراسة مشددة. وقال كاميرون في تصريحات صحفية عقب اجتماع أزمة ترأسه اليوم الخميس على خلفية الحادث "لم يكن الأمر مجرد هجوم على بريطانيا وأسلوب حياة البريطانيين، إنه أيضا خيانة للإسلام وللمجتمعات المسلمة التي تقدم إسهامات كبيرة لبلادنا. ليس في الإسلام ما يبرر مثل هذا العمل الفظيع". وضمّ الاجتماع إلى جانب رئيس الوزراء، وزيرة الداخلية تيريزا ماي ورئيس بلدية لندن بوريس جونسون ورئيسي جهازي الاستخبارات الداخلية (أم آي5) والخارجية (أم آي 6) ورئيس الشرطة (أسكتلنديارد) وخبراء في الأمن. وأضاف كاميرون "لن نرضخ أبدا للترهيب أو الإرهاب بكل أشكاله"، مؤكدا "سنهزم التطرف عبر بقائنا متحدين وعبر دعم أجهزة الشرطة لدينا وأجهزة الأمن وقبل كل شيء عبر تحدي خطاب التطرف السام". وقال إنه ليس هناك أي تبرير لهذه الأعمال "التي تقع مسؤوليتها فقط على الأشخاص المقيتين الذين قاموا بهذا العمل الفظيع"، مشيرا إلى أن الإرهاب "أودى بحياة مسلمين أكثر من (المنتمين إلى) أية ديانة أخرى". وفي الوقت الذي أدان فيه مجلس مسلمي بريطانيا الهجوم ووصفه بأنه "عمل همجي لا أساس له في الإسلام"، قال رئيس بلدية لندن إنه "سيكون من الخطأ تماما اتهام الإسلام بأنه مسؤول عن هذه الجريمة، وكذلك ربط هذا الاغتيال بالسياسة الخارجية البريطانية أو بتحركات القوات المسلحة البريطانية التي تجازف بحياتها في الخارج دفاعا عن الحريات". وأضاف أن "المسؤولية تقع بالكامل وحصرا على الفكر الملتوي والمختل لمرتكبيه"، مؤكدا أن "كل ما أسمعه يدفعني إلى الاعتقاد أن اللندنيين يمكنهم استئناف حياتهم الطبيعية وسنحيل هؤلاء القتلة إلى القضاء". في المقابل، تجمع نحو 250 من مؤيدي رابطة الدفاع الإنجليزية المناهضة للإسلام في ووليتش، وجرت مناوشات بسيطة بينهم وبين الشرطة قبل أن يتفرقوا. وقال زعيم الرابطة تومي روبنسون الذي شارك في التجمع "إنهم يقطعون رؤوس جنودنا. هذا هو الإسلام. هذا ما شاهدناه اليوم. يتم تعليم أجيالنا في المدارس أن الإسلام دين سلام. إنه ليس كذلك ولم يكن في يوم من الأيام كذلك. ما رأيتموه اليوم هو الإسلام. لقد طفح الكيل".