فيما يبدو أنه الجزرة التي يساوم بها المجتمع الدولي الحركات والتنظيمات الفلسطينية للاستجابة إلى الأجندة الدولية-الأمريكية المهادنة لإسرائيل وتطلعاتها العنصرية، تجتمع اليوم وغدا في مدريد الدول الأعضاء في لجنة البلدان المانحة لفلسطين، بمشاركة ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط توني بلير، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الذي ستستضيفه العاصمة الإسبانية مدريد لل"دفع إقامة دولة فلسطينية في المستقبل". كما سيحضر الاجتماع وزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس ونظيره النرويجي يوناس ستور بصفته ممثلا عن البلد الذي يعقد هذا الاجتماع متعدد الأطراف تحت رئاسته بصفة دورية. ومن المقرر أن تستمر فعاليات الاجتماع على مدار يومين وستركز على إقامة مؤسسات دولة فلسطين المستقبلية وتوفير الدعم المالي للمشروع. هذا ويأتي الاجتماع، وفق مصادر من التنظيم، في إطار البحث عن حل "شامل وعادل ودائم" للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. يشار إلى أن لجنة الدول المانحة لفلسطين، والتي تجتمع دوريا تحت رئاسة النرويج، تتألف من 20 عضوا وتضم إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والدول المانحة الرئيسية التي تعتمد عليها السلطة الفلسطينية. وتلقت إسبانيا دعوة للانضمام للجنة العام الماضي بعد الانضمام إلى مجموعة الدول المانحة الرئيسية للسلطة الوطنية الفلسطينية. بعد مضي أزيد ما يقرب من ثلاثة عقود على اجتماعات مدريد، التي فتحت الباب أمام إمكانية حل سياسي للقضية الفلسطينية، فالوضع لم يتحسن بالنسبة للشعب الفلسطيني، بل يسير نحو الأسوء، مما يدل على سوء الطوية الواضحة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من وراء بدء مسلسل "السلام" الشكلي مقابل تكريس الاحتلال والتمييز ضد الفلسطينيين على أرض الواقع.