حذر صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن تواصل العنف، والنزوح المتزايد للسكان وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية نتيجة النزاع في سوريا، يهدد جيلا كاملا من الأطفال ويصيبهم بجراح جسدية ونفسية قد تؤثر عليهم مدى الحياة، وجاء هذا في تقرير نشر في جنيف الثلاثاء 12 من مارس الجاري بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع حركة الاحتجاج في سوريا. وكشف تقرير "أطفال سوريا، ضياع جيل" الذي أنجزته اليونيسيف، أن أكثر من مليونيْ طفل سوري قد يصبحون "جيلا ضائعا" إذا لم تقدم لهم الأسرة الدولية دعما ماليا لمساعدتهم في خضم الأزمة التي تعصف بالبلاد على خلفية الثورة المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وما تبعها من أعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 70 ألف قتيل. وأضاف التقرير أن الأطفال يتأثرون من رؤية أفراد أسرهم وأصدقائهم يقتلون، ويصابون بالهلع من أصوات ومشاهد النزاع الدائر، كما يفقدون أحلامهم وتصورهم للمستقبل. وسجل التقرير، انخفاض الحصول على المياه بنسبة الثلثين في المناطق التي يشتد فيها النزاع، مما يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي، في حين أن واحدة من كل خمس مدارس قد دمرت أو تضررت أو يتم استخدامها كمأوى للأسر النازحة، ففي حلب على سبيل المثال يذهب 6 في المائة فقط من الأطفال إلى المدرسة وفي بعض الأحيان يفوق عدد الطلاب في الصف الواحد المائة (100) طفل. وقال المدير التنفيذي لليونيسيف، أنتوني ليك: "بينما يشهد ملايين الأطفال داخل سوريا والمنطقة ضياع ماضيهم ومستقبلهم وسط الركام والدمار في هذا النزاع الذي طال أمده، تتزايد كل يوم مخاطر أن يضيع جيل بأكمله". وأكد التقرير أن المنظمة "ستكون عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال، مثل الخدمات الصحية، وحملات التلقيح ضد شلل الأطفال والحصبة، وإجراء العمليات الجراحية للرضع، والمساعدة الطبية العاجلة"،مشيرا أنه إلى هذا اليوم، وفرت الأسرة الدولية 20% فقط من 195 مليونا طلبتها اليونيسيف، ويهدف هذا النداء إلى تأمين الحاجات الإنسانية للنساء والأطفال المتأثرين بالأزمة في سوريا والأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، المطلوبة حتى نهاية يونيو.