البابا بينيديكتوس السادس عشر و بعد خطبة الوداع التي ألقاها على المؤمنين الكاثوليك في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان يستعد للرحيل إلى مقر إقامته الصيفية في قلعة غوندولفو جنوبي شرق العاصمة الإيطالية روما ليتفرغ للعبادة و التأمل. قبل ذلك يتعين على البابا المستقيل الذي أحدث سابقة في الكنيسة الكاثوليكية لم تحدث منذ العام 1415م على عهد البابا غريغور الثاني عشر أن يلتقي الكاردينالات في حفل وداع بسيط و متواضع قبل أن يجمع أغراضه و وثائقه الشخصية و يترك الفاتيكان. خافير ليزاراغا راهب من منطقة بامبلونا الإسبانية بدا متأثرا لمشهد القداس الاخير الذي اقامه بينيديكتوس السادس عشر و قال: “كان المشهد مؤثرا، لأنه الأخير، و أيضا لأن القداس كان مليئا بالدروس بالنسبة للمؤمنين وغير المؤمنين، لأن الرسالة الإنجيلية عالمية”. الكاردينالات بدأوا يتوافدون على الفاتيكان من مختلف جهات العالم استعدادا لانتخاب البابا الجديد الذي سيخلف بينيديكتوس السادس عشر خلال الأيام المقبلة. فيما سيتوجه هو بعد توديعه الكاردينالات ومساعديه إلى قلعة غوندولفو حيث سيفقد صفة البابوية على الساعة الثامنة بعد ظهر الخميس، لكنه سيحتفظ بصفة “القداسة”. قلعة غوندولفو أتمت استعداداتها لاستقباله كما يقول بييترو ديليتّي القس في كنيسة هذه القلعة العتيقة: “نحن نستعد لاستقبال البابا مثلما تعودنا أن نفعل دائما، و نتمنى أن يكون الاستقبال في هذه المرة أكبر من سابقيه تعبيرا عن حبنا و عطفنا و تضامننا معه”. بينيديكتوس السادس عشر البالغ من العمر 85 عاما سيرتاح في مقر إقامته الصيفية قرب روما بعيدا عن الأنظار و مشاغل البابوية و أيضا بعيدا عن فضائحها المتكررة و المتفاقمة خلال الأعوام الأخيرة.