تسمح التجهيزات العالية الدقة المتوفرة في طائرات إسرائيلية من دون طيار التي تستخدمها فرنسا في عملياتها ضد الجماعات المسلحة في شمال مالي، بنقل الصور الملتقطة بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الإسرائيلية في تل ابيب، وهو الأمر الذي قد يشكل خطرا على الأمن الوطني الجزائري. وكشفت وزارة الدفاع الفرنسية عن استخدامها لطائرات بدون طيار اسرائيلية في عملياتها الجوية ضد الجماعات المسلحة في شمال مالي، ونقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية نقلا عن مسؤولين بوزارة الدفاع الفرنسية أن القوات الجوية الفرنسية تستعمل طائرات بدون طيار من طراز "هارفانغ" منذ بدء العملية العسكرية في مالي مطلع العام الجاري، موضحة أن هذا النوع من الطائرات طراز معدل من الطائرات الإسرائيلية بدون طيار من نوع "هيرون" التي تصنعها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، حسب جريدة الشروق الجزائرية. ونقلت الصحيفة عن بيان أصدرته وزارة الدفاع الفرنسية في الثامن من الشهر الجاري جاء فيه أن طائرات "هارفانغ" قامت بأول مهمة استطلاعية لها في مالي يوم 18 الشهر الماضي بهدف توفير الدعم اللازم للعملية العسكرية التي تشارك فيها القوات الفرنسية في مالي، بيد أنها لم تشر فيه إلى صلة إسرائيل بهذه الطائرات، دون أن تكشف الصحيفة عن مسار هذه الطائرات، انطلاقا من فرنسا نحو الشمال المالي. وتُعَدّ طائرات الاستطلاع "هارفانغ" بدون طيار "غرفة عمليات كاملة"، فهي مزودة بأحدث أجهزة التجسس، وتستخدمها اسرائيل لتصوير المناطق الجبلية والنائية والمدن والمناطق الصحراوية الشاسعة، وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر أجهزة رؤية ليلية وأجهزة استشعار حراري وأجهزة التقاط موجات الهواتف، كما تتميز هذه الطائرات بقدرتها الكبيرة في اختراق شبكات الرادارات. ورجح مراقبون ان تستغل المخابرات الاسرائيلية "الموساد"، هذه العملية للتجسس على دول الجوار بما فيها الجزائر، من خلال نقل الصور التي تلتقطها في طريقها الى مقر المخابرات الاسرائيلية بتل ابيب عن طريق الأقمار الصناعية، ويزداد تخوف المراقبين، خاصة مع اعلان اسرائيل في اكثر من مناسبة سعيها للتجسس على الجزائر، حيث سبق لإسرائيل وان نشرت صورا عن بعض المواقع البترولية والصناعية الجزائرية، كما اعربت عن "تخوفاتها" من القدرات العسكرية للجزائر وارتفاع ميزانيات التسلح.